هذه المدرسة بخطّ المسطاح من القاهرة، قريبا من حارة الوزيريّة، بناها الأمير حسام الدّين طرنطاي المنصوري، نائب السّلطنة بديار مصر (a)، إلى جانب داره، وجعلها برسم الفقهاء الشّافعيّة، وهي في وقتنا هذا تجاه سوق الرّقيق (b)، ويسلك منها إلى درب العدّاس وإلى حارة الوزيريّة وإلى سويقة الصّاحب وباب الخوخة وغير ذلك (١).
وكان بجانبها طبقة لخيّاط، فطلبت منه بثلاثة أمثال ثمنها فلم يبعها، وقيل لطرنطاي: لو طلبته لاستحيا منك. فلم يطلبه، وتركه وطبقته، وقال: لا أشوّش عليه.
[طرنطاي]
بن عبد اللّه، الأمير حسام الدّين المنصوري (٢). ربّاه الملك المنصور قلاوون صغيرا، ورقّاه في خدمه إلى أن تقلّد سلطنة مصر، فجعله نائب السّلطنة بديار مصر. عوضا عن الأمير عزّ الدين أيبك الأفرم الصّالحي، وخلع عليه في يوم الخميس رابع عشر رمضان سنة ثمان وسبعين وستّ مائة، فباشر ذلك مباشرة حسنة، إلى أن كانت سنة خمس وثمانين، فخرج من القاهرة بالعساكر إلى الكرك - وفيها الملك المسعود نجم الدّين خضر،
(a) المسوّدة: نائب السّلطان الملك المنصور قلاوون بالديار المصرية. (b) المسوّدة: سوق الجواري بالوزيرية. (١) المقريزي: مسوّدة الخطط ٨٨ و. ولم يتبق من هذه المدرسة سوى القبّة المدفون فيها الأمير حسام الدّين طرنطاي وتقع في حارة أبي الفضل المتفرّعة من حارة الصّاوي بدرب سعادة. ويوجد على تركيبة التربة ثلاثة أسطر بالخط النسخ المملوكي تحمل النصّ التالي: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. - الآيتان ٢٦ - ٢٧ سورة الرّحمن - هذا قبر العبد الفقير إلى اللّه تعالى الأمير الأجلّ حسام الدّين طرنطاي الملكي المنصوري. وذلك توفي يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر ذو [كذا] القعدة سنة تسعة وثمانين وستّ مائة» .. وراجع كذلك، المقريزي: السلوك ٧٥٧: ١؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٣٨٤: ٧؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٣: ٦ - ١٤ (٦)؛ Creswell، K.A.C.، MAEII، p. ٢١٨، سعاد ماهر: مساجد مصر ٧٥: ٣ - ٧٧؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ١٩١: ٢ - ٢٠١. (٢) راجع ترجمة حسام الدّين طرنطاي عند، الصفدي: أعيان العصر ٥٧٩: ٢ - ٥٨١، الوافي بالوفيات ٤٢٩: ١٦ - ٤٣٠؛ ابن حبيب: تذكرة النبيه ١٣٦: ١؛ المقريزي: السلوك ٧٥٧: ١؛ العيني: عقد الجمان ٢٦: ٣؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ٣٨٣: ٧، المنهل الصافي ٣٨٦: ٦ - ٣٨٨.