السّلطان وما تقدّم ذكره. فأمّا منذ عظم قدر الأستادّار ونفذت كلمته في جمهور أموال الدّولة، فإنّ نظر البيوت اليوم شيء لا معنى له (١).
[نظر بيت المال]
كان وظيفة جليلة معتبرة. وموضوع متولّيها التّحدّث في حمول المملكة مصرا وشاما إلى بيت المال بقلعة الجبل، وفي صرف ما ينصرف منه تارة بالميزان (a) وتارة بالتّسبيب بالأقلام (٢).
وكان أبدا يصعد ناظر بيت المال ومعه شهود بيت المال وصيرفي بيت المال وكاتب بيت (b) المال، إلى قلعة الجبل. ويجلس في بيت المال فيكون له هناك أمر ونهي وحال جليلة، لكثرة الحمول الواردة، وخروج الأموال المصروفة في الرّواتب لأهل الدّولة. وكانت أمرا عظيما بحيث أنّها بلغت في السنة (c)) أيّام وزارة صفيّ الدّين عبد اللّه بن شكر (c). نحو أربع مائة ألف دينار.
وكان لا يلي نظر بيت المال إلاّ من هو من ذوي العدالات المبرزة (٣)؛ ثم تلاشى المال وبيت المال، وذهب الاسم والمسمّى، ولا يعرف اليوم موضع (b) بيت المال من القلعة، ولا يدرى من ناظر بيت المال من النّاس (d).
[نظر الإسطبلات]
هذه الوظيفة جليلة القدر إلى اليوم، وموضوعها الحديث في أموال الإسطبلات والمناخات وعليقها، وأرزاق من فيها من المستخدمين، وما بها من الاستعمالات والإطلاق، وكلّ ما يبتاع لها أو يبتاع بها (٤). وأوّل من استجدّها الملك النّاصر محمد بن قلاوون، وهو أوّل من زاد في رتبة
(a) بولاق: بالوزن. (b) ساقطة من بولاق. (c-c) هذه العبارة من نسخة آياصوفيا. (d) بياض آياصوفيا. (١) ابن فضل اللّه العمري: مسالك الأبصار ٥٧، ٦١؛ القلقشندي: صبح الأعشى ٣١: ٤، ٣٤٢: ١١ - ٣٤٥؛ السيوطي: حسن المحاضرة ١٣٢: ٢. (٢) نفسه ٦٢؛ نفسه ٣١: ٤؛ نفسه ١٣٢: ٢. (٣) نفسه ٦٢؛ نفسه ٣١: ٤. (٤) نفسه ٦٢؛ نفسه ٣٢: ٤، السيوطي: حسن المحاضرة ١٣٢: ٢؛ حسن الباشا: الفنون الإسلامية والوظائف ١١٨٢ - ١١٨٣. ويعرف صاحب هذه الوظيفة ب أمير آخور. (انظر فيما تقدم ٤٥٧: ٢ - ٤٥٨ هـ ٤).