للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسّود بالبيض قد تنحوا … فهى بواديهم نوازل

مؤتمن القوم خان حتّى … غالته من شرّه الغوائل

عاملكم بالخنا فأضحى … ورأسه فوق رأس عامل

وحالف الذّلّ بعد عزّ … والدّهر أحواله حوائل

يا مخجل البحر بالأيادي … قد آن أن تفتح السّواحل

فقدّس القدس من خباث … أرجاس كفر غتم أراذل

وكان موضع المنصورة على يمنة من سلك في الشّارع خارج باب زويلة.

قال ابن عبد الظّاهر: كانت للسّودان حارة تعرف بهم تسمّى المنصورة، خرّبها صلاح الدّين، وأخذها خطلبا فعمّرها بستانا وحوضا. وهي إلى جانب الباب الجديد (١) - يعني الذي يعرف اليوم بالقوس - عند رأس المنتجبيّة (a) فيما بينها وبين الهلاليّة؛ وقد حكر هذا البستان في الأيّام الظّاهريّة. وبعضها - يعني المنصورة - من جهة بركة الفيل إلى جانب بستان سيف الإسلام، ويسمّى الآن بحكر/ الغتمي، لأنّ الغتمي هذا كان سوّغ (b) بستان سيف الإسلام، فحكر في هذه الجهة، وهي الآن أحكار الدّيوان السّلطاني (٢).

وحكر الغتمي، الذي كان بستان سيف الإسلام، يعرف اليوم بدرب ابن البابا بحارة (c) البندقدارية بجوار حمّام الفارقاني، قريب من صليبة جامع ابن طولون (٣).

[حارة المصامدة]

هذه الحارة عرفت بطائفة المصامدة، إحدى طوائف عساكر الخلفاء الفاطميين، اختطّت في وزارة المأمون البطائحي وخلافة الآمر بأحكام اللّه بعد سنة خمس عشرة وخمس مائة.

قال ابن عبد الظّاهر: حارة المصامدة، مقدّمهم عبد اللّه المصمودي. وكان المأمون البطائحي، وزير الخليفة الآمر بأحكام اللّه، قدّمه ونوّه بذكره، وسلّم له أبوابه للمبيت عليها،


(a) بولاق: المنجبية.
(b) بولاق: شرع.
(c) بولاق: تجاه.
(١) الباب الجديد انظر فيما يلي ٣٣٣ هـ ١.
(٢) قارن مع ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١٣٧؛ المقريزي: مسودة الخطط ٤٣ و.
(٣) فيما يلي ٤٤٧، ٣٩٩: ٢.