وكان الخليفة يمضي إلى موضع من هذه الخزائن، وفي كلّ خزانة دكّة عليها طرّاحة، ولها فرّاش يخدمها وينظّفها طول السّنة، وله جار في كلّ شهر فيطوفها كلّها في كلّ (b) السّنة.
[خزانة الكتب]
قال المسبّحيّ (c) في «تاريخه الكبير» في حوادث سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة (c): وذكر عند العزيز باللّه كتاب «العين» للخيل بن أحمد، فأمر خزّان دفاتره فأخرجوا من خزانته نيفا وثلاثين نسخة من كتاب «العين» منها نسخة بخطّ الخليل. وحمل إليه رجل نسخة من (d) «تاريخ الطّبريّ» اشتراها بمائة دينار، فأمر العزيز الخزّان فأخرجوا من الخزانة ما ينيف عن عشرين نسخة من «تاريخ الطّبري»، منها نسخة بخطّه. وذكر عنده كتاب «الجمهرة» لابن دريد، فأخرج من الخزانة مائة نسخة منها (١).
وقال في كتاب «الذّخائر»: عدّة الخزائن التي برسم الكتب في سائر العلوم بالقصر، أربعون خزانة: خزانة من جملتها ثمانية عشر ألف كتاب من العلوم القديمة؛ وأنّ الموجود فيها من جملة الكتب المخرجة في شدّة المستنصر، ألفان وأربع مائة ختمة قرآن في ربعات بخطوط منسوبة زائدة الحسن، محلاّة بذهب وفضّة وغيرهما (٢). وأنّ جميع ذلك كلّه ذهب فيما أخذه الأتراك في واجباتهم ببعض قيمته، ولم يبق في خزائن القصر البرّانية منه شيء بالجملة، دون خزائن القصر الدّاخلة التي لا يتوصّل إليها.
(a) ورد هذا العنوان في آياصوفيا قبل ذكر القصر النافعي. (b) ساقطة من بولاق. (c) (c-c) إضافة من مسودة المواعظ. (d) بولاق: من كتاب. (١) المسبحي: نصوص ضائعة ١٧؛ المقريزي: مسودة المواعظ ١٤٠ - ١٤١، اتعاظ الحنفا ٢٧٨: ١. (٢) الرشيد بن الزبير: الذخائر والتحف ٢٦٢.