للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأهل عيذاب من البجاة، ولهم ملك منهم، وبها وال من قبل سلطان مصر. وأدركت قاضيها عندنا بالقاهرة أسود اللّون. والبجاة قوم لا دين لهم ولا عقل، ورجالهم ونساؤهم أبدا عراة، وعلى عوراتهم خرق، وكثير منهم لا يسترون عوراتهم (١).

وعيذاب حرّها شديد بسموم محرق.

[ذكر مدينة الأقصر]

هذه المدينة من مدائن الصّعيد العظيمة، يقال إنّ أهلها المريس، ومنها الحمير المريسيّة (٢).

ذكر البلينا (٣)

ذكر الكمال الأدفوي أنّه وقع بين أهل البلاد ووالي قوص [مخاصمة] (b)، فتوجّهوا إلى القاهرة وصرفوه، وولّي غيره؛ وطلع الخطيب بالبلينا صحبته، وكان إقطاعه تزمنت (c) (٤)، فلمّا وصل إليها أضافه أهلها بستين منسفا من طعام اللّبن، فقال للخطيب: في بلادكم مثل هذا؟ فقال الخطيب:

وحلوى. فلمّا وصل إلى إخميم تقدّم الخطيب إلى البلينا، فعندما وصل الوالي إليها أخرجوا له ستين منسفا حلوى وستين منسفا شواء (٥).

a ساقطة من الأصل.


(b) زيادة من الأدفوي.
(c) بولاق: أرمنت وعند الأدفوي: تزمنت من عمل البهنسا.
(١) نقلا عن ابن جبير: الرحلة ٤٧ - ٤٨.
(٢) الأقصر. مدينة تاريخية كانت عاصمة مصر في العصر الفرعوني، وهي الآن إحدى مدن محافظة قنا وتشتمل على معبدي الكرنك والأقصر شرقي النيل، ووادي الملوك والملكات غربي النيل وهي أكثر مدن العالم آثارا. (ياقوت: معجم البلدان ٢٣٧: ١؛ محمد رمزي: القاموس الجغرافي ٢/ ١٦١: ٤ - ١٦٢). والغريب أنّ المقريزي لم يشر إلى البرابي المنتشرة في مدينة الأقصر سواء في البر الشرقي أو البر الغربي، وإن كان الشريف أبو جعفر الإدريسي قد ذكرها في كتابه وقال عنها: «إنها من أكبر البرابي ساحة وأوسعها وأعلاها جدرانا وأرفعها» (أنوار علوي: الأجرام ٤٥؛ Haarmann، U.، «Luxor und Heliopolis: Ein Aufruf zum Denkmalschutz aus dem ١٣ Jahrhundert n.
Chr»، MDAIAK ٤٠ (١٩٨٤)، pp. ١٥٣ - ٥٧
(٣) البلينا: بضم الباء الموحّدة وسكون اللام ثم ياء آخر الحروف ثم نون ثم ألف (الأدفوي: الطالع السعيد ١٨)، وضبطها محمد رمزي البلينا بفتح الباء، مدينة على شاطئ النيل من غربيه بمحافظة سوهاج. (القاموس الجغرافي ٤/ ٢: ٩٦ - ٩٧).
(٤) راجع، ابن دقماق: الانتصار ٦: ٥؛ ابن الجيعان: التحفة السنية ١٦٥.
(٥) الأدفوي: الطالع السعيد ٣٩ - ٤١.