الأمير سيف الدين (١) تنقّل في الخدم حتى صار من جملة الأمراء بديار مصر. فلمّا قام الأمير أسندمر الناصري بأمر الدّولة، بعد قتل الأمير يلبغا الخاصّكي العمري، في شوّال سنة ثمان وستين وسبع مائة،/ قبض على ألجاي في عدّة من الأمراء، وقيّدهم وبعث بهم إلى الإسكندرية، فسجنوا إلى عاشر صفر سنة تسع وستين.
فأفرج الملك الأشرف شعبان بن حسين عنه، وأعطاه إمرة مائة وتقدمة ألف، وجعله أمير سلاح برّاني، ثم جعله أمير سلاح أتابك العساكر وناظر المارستان المنصوري عوضا عن الأمير منكلي بغا الشّمسي في سنة أربع وسبعين وسبع مائة. وتزوّج بخوند بركة أمّ السّلطان الملك الأشرف، فعظم قدره، واشتهر ذكره، وتحكّم في الدّولة تحكّما زائدا إلى يوم الثلاثاء سادس المحرّم سنة خمس وسبعين وسبع مائة. فركب يريد محاربة السّلطان بسبب طلبه ميراث أمّ السّلطان بعد موتها، فركب السّلطان وأمراؤه. وبات الفريقان ليلة الأربعاء على الاستعداد للقتال إلى بكرة نهار الأربعاء، فواقع ألجاي مع أمراء السّلطان إحدى عشرة وقعة، انكسر في آخرها ألجاي، وفرّ إلى جهة بركة الحبش، وصعد من الجبل وخرج (a) من عند الجبل الأحمر إلى قبّة النصر، ووقف هناك. فاشتدّ على السّلطان، فبعث إليه خلعة بنيابة حماه، فقال: لا أتوجّه إلاّ ومعي مماليكي كلّهم وجميع أموالي، فلم يوافقه السّلطان على ذلك، وبات الفريقان على الحرب، فتسلّل أكثر مماليك ألجاي في الليل إلى السّلطان.
وعندما طلع النهار يوم الخميس، بعث السّلطان عساكره لمحاربة ألجاي بقبّة النصر، فلم يقاتلهم، وولّى منهزما - والطلب وراءه - إلى ناحية الخرقانية بشاطئ النيل قريبا من قليوب. فتحيّر وقد أدركه العسكر، فألقى نفسه بفرسه في البحر يريد النجاة إلى البرّ الغربي، فغرق بفرسه، ثم
(a) ساقطة من بولاق. - أتابك العساكر المنصورة الملكي الأشرفي - أعزّ اللّه نصره - بتاريخ شهر رجب سنة أربع وسبعين وسبع مائة». وكذلك الكتابة الموجودة أعلى الباب الرئيس، ونصّها: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. أمر بإنشاء هذا الجامع والمدرسة المباركة المقرّ الأشرف ألجاي أتابك العساكر المنصورة الملكي الأشرفي - غفر اللّه له ولجميع المسلمين - بتاريخ شهر رجب سنة أربع وسبعين وسبع مائة». van). (١) راجع ترجمة ألجاي اليوسفي كذلك عند، المقريزي: السلوك ٢٣٠: ٣؛ ابن حجر: إنباء الغمر ٦٤: ١ وبيض له في الدرر الكامنة ٤٣٣: ١؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ١٢٩: ١١، المنهل الصافي ٤٠: ٣ - ٤٤؛ ابن إياس: بدائع الزهور ١٣٤: ٢/ ١.