عند ذكر أبواب القاهرة، ذكر المقريزي أنّ للقاهرة «من جهتها الشّرقية ثلاثة أبواب متفرّقة:
أحدها يعرف الآن بباب البرقية، والآخر بالباب الجديد، والآخر بالباب المحروق» [١٠: ٢٦٧: ٢].
وأضاف المقريزي عند ذكر ظواهر القاهرة المعزّيّة أنّ جهتها الشّرقية هي:«من سور القاهرة الذي فيه الآن باب البرقيّة والباب الجديد والباب المحروق» وتنتهي إلى الجبل المقطّم [٣: ٣٦٣: ٣]. وقال عند ذكر سور القاهرة الثّالث الذي عمّره السّلطان صلاح الدّين:«وزاد في سور القاهرة قطعة ممّا يلي باب النّصر ممتدّة إلى باب البرقيّة وإلى درب بطّوط وإلى خارج باب الوزير ليتّصل بسور قلعة الجبل»[١: ٢٦٦: ٢].
ولم يخصّص المقريزي مدخلا مستقلاّ للحديث عن «الباب الجديد» الذي أنشأه صلاح الدّين في الطّرف الشّمالي للسّور الشّرقي للقاهرة. كان هذا الباب - كبقية حال السّور الشّرقي للقاهرة - مطمورا إلى أن كشف عنه الأستاذ كريزويل Creswell في نهاية العقد الثالث من القرن العشرين.
ويشبه تصميم هذا الباب تصميم «الباب المحروق» حيث يكتنفه برج نصف دائري أمامه وجدار بارز عن سمت جدار السّور، بينهما مدخل منكسر أمامه جسر خشبي متحرّك يعبر الخندق الموجود أمام الباب.
ويقع هذا الباب الآن بين المساكن الشّعبية المطلّة على شارع المنصورية غربا والتّل الذي يشغله الآن معسكر الأمن المركزي شرقا.
ويرى الدكتور عبد الرحمن زكي أنّ هذا الباب سمّي بالباب الجديد لأنّه لم يكن له مثيل في السّور الفاطمي للقاهرة، فأطلق عليه هذا الاسم تمييزا له (١).
= مدينة الخالدين والذي يطلق عليه الآن «باب التّوفيق»، وهي التسمية التي عرف بها الباب منذ عهد بدر الجمالي حيث عرف باب النّصر كذلك ب «باب العزّ»، وباب الفتوح ب «باب الإقبال»، وإن استمرت المصادر في إطلاق الأسماء الأولى التي أطلقها القائد جوهر على هذه الأبواب). (١) راجع، Creswell، K.A.C.، MAE II، PP. ٤٥ ٥٢؛ عبد الرحمن زكي: «أسوار القاهرة وأبوابها من جوهر القائد إلى النّاصر صلاح الدّين»، المجلة ٥١ (مارس ١٩٦١)، ٤١؛ أسامة طلعت: أسوار صلاح الدّين وأثرها في امتداد القاهرة حتى عصر صلاح الدّين، رسالة ماجستير بكلية الآثار - جامعة القاهرة ١٩٩٢ م.