الأعلاّء والمحبوسين من المجانين. فدخل مرّة حتى وقف بالمجانين، فناداه واحد منهم مغلول: أيّها الأمير، اسمع كلامي، ما أنا بمجنون، وإنّما عملت عليّ حيلة، وفي نفسي شهوة رمّانة عريشية أكبر ما يكون، فأمر له بها من ساعته، ففرح بها وهزّها في يده ورازها، ثم غافل/ أحمد ابن طولون ورمى بها في صدره، فنضحت على ثيابه، ولو تمكّنت منه لأتت على صدره. فأمرهم أن يحتفظوا به، ثم لم يعاود بعد النظر في المارستان (١).
[مارستان كافور]
بناه كافور الإخشيدي، وهو قائم بتدبير دولة الأمير أبي القاسم أنوجور بن محمد الإخشيد، بمدينة مصر في سنة ستّ وأربعين وثلاث مائة.
[مارستان المعافر]
هذا المارستان كان في خطّة المعافر التي موضعها ما بين العامر من مدينة مصر وبين مصلّى خولان التي بالقرافة، بناه الفتح بن خاقان في أيّام أمير المؤمنين المتوكّل على اللّه، وقد باد أثره (٢).
[المارستان الكبير المنصوري [أثر رقم ٤٣]]
هذا المارستان بخطّ بين القصرين من القاهرة. كان قاعة ستّ الملك ابنة العزيز باللّه نزار ابن المعزّ لدين اللّه أبي تميم معدّ (٣)، ثم عرف بدار الأمير فخر الدّين جهاركس، بعد زوال الدّولة الفاطميّة، وبدار موسك، ثم عرف بالملك المفضّل قطب الدّين أحمد ابن الملك العادل أبي بكر ابن أيّوب، وصار يقال لها «الدّار القطبيّة». ولم تزل بيد ذرّيته إلى أن أخذها الملك المنصور قلاوون الألفي الصّالحي، من مؤنسة خاتون، ابنة الملك العادل - المعروفة بالقطبيّة - وعوضّت عن ذلك قصر الزّمرّد برحبة باب العيد، في ثامن عشرين ربيع الأوّل سنة اثنتين وثمانين وستّ مائة،
(١) هذا النصّ لا يوجد فيما وصل إلينا من سيرة أحمد بن طولون للبلوي، وقد أورده ناشر الكتاب ومحقّقه في هامش صفحة ١٨٠ نقلا عن خطط المقريزي. (٢) ذكر المقريزي (فيما تقدم ٣٥٠: ٢ - ٣٥١) «المارستان العتيق» الذي أنشأه صلاح الدّين موضع بعض قاعات القصر الفاطمي الكبير. (٣) فيما تقدم ٤٩٩: ٢.