وما برح هذا السّوق مجمعا لأهل العلم يتردّدون إليه. وقد أنشدت قديما لبعضهم:
[المتقارب]
مجالسة السّوق مذمومة … ومنها مجالس قد تحتسب
فلا تقربن غير سوق الجياد … وسوق السّلاح وسوق الكتب
فهاتيك آلة أهل الوغى … وهاتيك آلة أهل الأدب
سوق الصّنادقيين
هذا السّوق تجاه المدرسة السّيوفيّة، كان موضعه في القديم من جملة المارستان، ثم عرف بفندق الدّبابليين، وقيل له الآن سوق الصّنادقيين. وفيه تباع الصّناديق والخزائن والأسرّة ممّا يعمل من الخشب.
وكان ما بظاهرها قديما يعرف بسكن الدّجّاجيين، وأدركناه يعرف بسوق السّيوفيين، وكان فيه عدّة طبّاخين لا يزال دخان كوانينهم منعقدا لكثرته حتى قال لي شيخنا قاضي القضاة مجد الدّين إسماعيل بن إبراهيم الحنفي: إنّ قاضي القضاة جلال الدّين جار اللّه (a) قال له: هذا السّوق قطب دائرة الدّخان.
وفي سوق الصّنادقيين إلى الآن بقيّة.
سوق الحريريّين
هذا السّوق من باب قيسارية العنبر إلى خطّ البندقانيين، كان يعرف قديما بسقيفة العدّاس، ثم عمل صاغة القاهرة، ثم سكن هناك الأساكفة.
قال ابن عبد الظّاهر: وكانت الصّاغة قديما فيما تقدّم مكان الأساكفة الآن. وهو إلى الآن معروف بالصّاغة القديمة، وكان يعرف بسقيفة العدّاسين (b)، كذا رأيته (c) في كتب الأملاك [القديمة] (d) (١).
(a) بولاق: جاد اللّه. (b) بولاق: العداس. (c) بولاق: رأيت. (d) إضافة من ابن عبد الظاهر. (١) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ٥٩.