قال الحليمي في «المنهاج»: روي أنّ النّبي ﷺ ما صام العشر قطّ، ومعنى ذلك أنّه كان يجدّ في العمل فيستكثر فيه من الصّلاة وقراءة القرآن ليلا ونهارا، فلذلك ترك صيامه كما ترك صيام يوم عرفة بعرفة لأجل الوقوف والدّعاء، فمن كان فاعلا مثل ذلك فليفطر ومن لم يقدر عليه فالصّيام فيه عمل، فهو واجب إلى اللّه أن يتقرّب العبد إليه به من أن يكون مفطرا.
[فائدة في رؤية الهلال]
عن عليّ ﵁ إذا رأيت الهلال فلا ترفع به رأسا وقل: ربّي وربّك اللّه. وعن أبي مسعود الأنصاري: لأن أقع من فوق هذا القصر أحبّ إليّ من أن أصنع كما يصنع هؤلاء إذا رأوا الهلال كأنّهم يرون ربّهم. وعن ابن عبّاس ﵁ أنّه كان يكره أن ينتصب للهلال انتصابا، ولكن يعرض ويقول: اللّه أكبر الحمد للّه الذي ذهب بهلال كذا وجاء بهلال كذا. وعن عقبة بن عمرو: إذا رأى أحدكم الهلال فلا يرفع به رأسا فإنّما هو آية من آيات اللّه، واللّه لأن أقع من هذا القصر أحبّ إليّ من أن أقول فيه ما يقول رجال إذا رأوه، قال أحدهم: لا إله إلاّ اللّه كأنّه يرى ربّه، ولكن ليقل الرجل:«ربّي وربّك اللّه». وعن إبراهيم أنّه كان يكره إذا رأوا الهلال أن يستشرفوا له ويرفعوا رؤوسهم (١).
وجاء بآخر المجلّد الثّالث:
وقد وجد بخطّ المؤلّف ﵀ في أصله هنا ما صورته:
[أمراء الغرب ببيروت]
هم بيت حشمة ومكارم: مقامهم بجبال الغرب من بلاد بيروت، ولهم خدم على النّاس وتفضيل، وهم ينسبون إلى الحسين بن إسحاق بن محمد التّنوخي الذي مدحه أبو الطّيّب المتنبّي بقوله:
[الطويل]
شدوا بابن إسحاق الحسين فصافحت … ذفاريها كيزانها والنّمارق
ثم كان كرامة بن بجير بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن إسحاق بن محمد التّنوخي. فهاجر إلى الملك العادل نور الدّين الشّهيد محمود بن زنكي، فأقطعه الغرب وما معه بإمرته، فسمّي «أمير الغرب». وكان منشوره بخطّ العماد الأصفهاني الكاتب.
(١) هنا على هامش نسخة آياصوفيا رقم ٣٤٨٠: «هنا بياض قدر نصف سطر».