(١) وأقيمت الجمعة فيه في الأيّام المعزّيّة في سنة بضع وخمسين وستّ مائة بحضور رسول بغداد الشّيخ نجم الدّين عبد اللّه البادراني (٢)، وخطب به أصيل الدّين أبو بكر الأسعردي وهي إلى الآن.
ولمّا حدثت الزّلزلة سنة اثنتين وسبع مائة تهدّم (٣)، فعمّر على يد الأمير سيف الدّين بكتمر الجوكندار (٤).
طلائع بن رزّيك
أبو الغارات الملك الصّالح، فارس المسلمين، نصير الدّين (٥) - قدم في أوّل أمره إلى زيارة مشهد الإمام عليّ بن أبي طالب ﵁ بأرض النّجف من العراق، في جماعة من الفقراء، وكان من الشّيعة الإماميّة، وإمام مشهد عليّ -
(١) يدلّ على تاريخ إنشاء هذا الجامع كتابة بالخطّ الكوفي المزهر تمتدّ على الواجهتين الغربية والبحرية للجامع، نصّها: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. أمر بإنشاء هذا المسجد بالقاهرة المعزّيّة المحروسة فتى مولانا وسيّدنا الإمام عيسى أبي القاسم الفائز بنصر اللّه أمير المؤمنين، صلوات اللّه عليه وعلى آبائه الطّاهرين وأبنائه الأكرمين، السّيّد الأجلّ الملك الصّالح ناصر الأئمّة وكاشف الغمّة أمير الجيوش سيف الإسلام غيّاث الأنام كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين أبو الغارات طلائع الفائزي، عضّد اللّه به الدّين وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته ونصر ألويته وفتح به على يديه مشارق الأرض ومغاربها في شهور سنة خمس وخمسين وخمس مائة. والحمد للّه وصلّى اللّه على سيدنا محمد خاتم النبيين وسيّد المرسلين وعلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أفضل الوصيين … ». van) Berchem، M.، CIA Egypte I، n ٠ ٤٦; Wiet، G.، RCEAIX، n ٠ ٣٢٣١؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ٩٩: ١؛ أحمد فكري: مساجد القاهرة ١١٠: ١؛ (Fu'ad Sayyid، A.، op.cit.، p. ٥٥٢ (٢) الشيخ نجم الدّين عبد اللّه بن محمد بن الحسن البادرائي، المتوفى سنة ٦٥٥ هـ/ ١٢٥٧ م. (المقريزي: المقفى الكبير ١١٣: ٤ - ١١٤). (٣) انظر عن خبر هذه الزّلزلة فيما تقدم ١٠٣ هـ ٢. (٤) كان الأمير سيف الدّين بكتمر الجوكندار قد اهتمّ بأمر هذا الجامع حتى قبل وقوع الزّلزلة حيث جدّد منبرا للجامع في سنة ٦٩٩ هـ/ ١٣٠٠ م، عليه كتابة تاريخية نصّها: « … أمر بإنشاء هذا المنبر المبارك من ماله ابتغاء لوجه اللّه الكريم المقرّ العالي الأميري الكبيري السّيفي سيف الدّين مقدّم الجيوش بكتمر الجوكندار المنصوري السّيفي أمير جندار النّاصري، وذلك بتاريخ شهر جمادى الآخر سنة تسع وتسعين وستّ مائة، رحم اللّه من كان السّبب». Wiet G.، RCEA XIII، n ٠ ٥٠٧٤٥)؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ١٠١: ١؛ Fu'ad (Sayyid، A.op.cit.، p. ٥٥٠. (٥) انظر ترجمة الصّالح طلائع بن رزّيك، أوّل من تلقّب ب «الملك» من وزراء الفاطميين، والمتوفى مقتولا في رمضان سنة ٥٥٦ هـ/ ١١٦١ م عند، العماد الأصفهاني: خريدة القصر (قسم مصر) ١٧٣: ١ - ١٨٥؛ ابن الأثير: الكامل في التاريخ ١٩٣: ١١ - ١٩٤؛ أبي شامة: الروضتين ٢٩٨: ١ - ٢٩٩؛ ابن ميسر: أخبار مصر ١٤٩ - ١٥٧، ابن خلكان: وفيات الأعيان ٥٢٦: ٢ - ٥٣٠؛ ابن سعيد: النجوم الزاهرة ٢١٧ - ٢٢٣؛ النويري: نهاية الأرب ٣١٩: ٢٨ - ٣٣٠؛ ابن أيبك: كنز الدرر ١٢: ٧، ١٦ - ١٨؛ أيمن فؤاد: الدولة الفاطمية في مصر ٢٨٠ - ٢٨٦؛ Bianquis، Th.، El ٢ art.Tala'i c b.Ruzzik X، pp. ١٦١ - ٦٢; Dodoyan، S.B.، The Fatimid Armenians: Cultural and Political Interaction in the Near East، Leiden ١٩٩٧، pp. ١٥٤ - ٧٨.