ذكر مسالك القاهرة وشوارعها على ما هي عليه الآن (١)
وقبل أن نذكر خطط القاهرة فلنبتدئ بذكر شوارعها ومسالكها المسلوك منها إلى الأزقّة والحارات، لتعرف بها الحارات والخطط والأزقّة والدّروب (a)، وغير ذلك ممّا ستقف عليه إن شاء اللّه تعالى.
(b) الشّارع الأوّل والطّريق العظمى قصبة القاهرة (b)
ف «الشّارع الأعظم» - قصبة القاهرة - من باب زويلة إلى بين القصرين، عند (c) باب الخرنفش أو الخرنشف، ومن باب الخرنفش ينفرق من هنالك طريقان: ذات اليمين، ويسلك منها إلى الرّكن المخلّق ورحبة باب العيد إلى باب النّصر (d)، وذات اليسار، ويسلك منها إلى الجامع الأقمر، وإلى حارة برجوان إلى باب الفتوح.
فإذا ابتدأ السّالك بالدّخول من باب زويلة، فإنّه يجد يمنة الزّقاق الضّيّق الذي يعرف اليوم بسوق الخلعيّين، وكان قديما يعرف بالخشّابين، ويسلك من هذا الزّقاق إلى حارة الباطليّة وخوخة حارة الرّوم البرّانية.
ثم يسلك الدّاخل أمامه فيجد (b) على ما في يمينه قيسارية الفاضل و (b) على يسرته سجن متولّي القاهرة - المعروف بخزانة شمائل - وقيسارية سنقر الأشقر ودرب الصّفّيرة (٢).
ثم يسلك أمامه فيجد على يمنته حمّام الفاضل المعدّة لدخول الرجال، وعلى يسرته - تجاه هذه الحمّام (e) - قيسارية الأمير بهاء الدين رسلان الدّوادار النّاصريّ، إلى أن ينتهى بين الحوانيت والرّباع فوقها إلى بابي زويلة الأوّل، ولم يبق منهما سوى عقد أحدهما، ويعرف الآن بباب القوس.
(a) المسودة: ليعرف بها حاراتها وخططها ودروبها وأزقتها. (b) (b-b) إضافة من مسودة المواعظ. (c) بولاق: عليه. (d) مسودة المواعظ: الركن المخلق إلى الخوانق إلى أن ننتهى إلى باب النصر. (e) المسودة: مقابلا لها. (١) هذا الفصل نقله إلى الفرنسية بول كازانوفا في ترجمته للخطط Makrizi، Desrciption historique et topographique de l'Egypte، tr.par Paul Casan- ova، IFAO ١٩٢٠، pp. ٧٢ - ٨١؛ وكذلك أندريه ريمون وجاستون فييت في كتابهما عن أسواق القاهرة Raymond، A. & Wiet، G.، Les marches du Caire، IFAO ١٩٧٩، pp. ٨٥ - ١١٠. (٢) كتب المقريزي هذا الوصف قبل سنة ٨١٨ هـ وهي تاريخ هدم خزانة شمائل، فقد أضاف في مرحلة لاحقة على هامش المسودة في هذا الموضع «صار سوق الخلعيين وخزائن شمائل جامعا بناه الملك المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي».