للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر دار الوكالة الآمريّة

/ كانت دار الوكالة المذكورة بجانب دار الضّرب، وموضعها الآن على يمنة السّالك من رأس الخرّاطين إلى سوق الخيمّيين والجامع الأزهر.

قال ابن المأمون في شوّال سنة ستّ عشرة وخمس مائة: ثم أنشأ - يعني المأمون بن البطائحي، وزير الخليفة الآمر بأحكام اللّه - دار الوكالة بالقاهرة المحروسة لمن يصل من العراقيين والشّاميين وغيرهما من التّجّار، ولم يسبق إلى ذلك (١).

ذكر مصلّى العيد

وكان في شرقيّ القصر الكبير مصلّى العيد من خارج باب النّصر، وهذا المصلّى بناه القائد جوهر لأجل صلاة العيد في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة (a) على ما نقلته من «سيرة المعزّ لدين اللّه» تأليف الفقيه الحسن بن إبراهيم بن زولاق (a)، ثم جدّده العزيز باللّه. وقد بقي إلى الآن بعض هذا المصلّى، واتّخذ في جانب منه موضع مصلّى الأموات اليوم (٢).

ذكر هيئة صلاة العيد وما يتعلّق بها -

قال ابن زولاق (a) في «سيرة المعز لدين اللّه» ومن خطّه نقلت (a): وركب المعزّ لدين اللّه يوم الفطر لصلاة العيد إلى مصلّى القاهرة التي بناها القائد جوهر، وكان محمّد بن أحمد بن الأدرع الحسني قد بكّر وجلس في المصلّى تحت القبّة في موضع، فجاء الخدم وأقاموه وأقعدوا موضعه أبا جعفر مسلما، وأقعدوه هو دونه، وكان أبو جعفر مسلم خلف المعزّ عن يمينه وهو يصلّي. وأقبل المعزّ في زيّه وبنوده وقبابه، وصلّى بالنّاس صلاة العيد تامّة طويلة، قرأ في الأولى بأمّ الكتاب و ﴿هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ اَلْغاشِيَةِ﴾ [الآية ١ سورة الغاشية]، ثم كبّر بعد القراءة، وركع فأطال، وسجد فأطال - أنا سبّحت خلفه في كلّ ركعة وفي كلّ سجدة


(a) (a-a) زيادة من مسودة المواعظ.
(١) ابن المأمون: أخبار ٣٩؛ ابن ميسر: أخبار ٩٢؛ المقريزي: اتعاظ ٩٢: ٣، مسودة المواعظ ٢٧٩.
(٢) قارن، ابن عبد الظاهر: الروضة ١١٨ - ١١٩؛ المقريزي: مسودة المواعظ ١٨٣؛ وانظر Fu'?d Sayyid، A.، op.cit.، pp. ١٨٨ - ٨٩.