للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و (a) لمّا كملت في سنة اثنتين وسبعين وسبع مائة (a) جعل بها درسا للفقهاء الشّافعيّة قرّر في تدريسه شيخنا شيخ الشّيوخ سراج الدّين عمر بن عليّ الأنصاري المعروف بابن/ الملقّن الشّافعيّ (١)، وجعل فيها تصدير قراءات وخزانة كتب وكتّابا يقرأ فيه أيتام المسلمين، (a) وولّى تصديرها لشيخنا فخر الدّين إمام الجامع الأزهر (a)، وبنى بينها وبين داره - التي تعرف بقصر سابق الدّين - حوض ماء للسّبيل هدمه الأمير جمال الدّين يوسف الأستادّار لمّا بنى داره المجاورة لهذه المدرسة.

وولي سابق الدّين تقدمة المماليك بعد الطواشي شرف الدّين مختصّ الطقتمري في صفر سنة ثلاث وستين وسبع مائة، ثم تنكّر عليه الأمير يلبغا الخاصّكي القائم بدولة الملك الأشرف شعبان بن حسين وضربه ستّ مائة عصا وسجنه، ونفاه إلى أسوان في آخر شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وستين، فلم يكن غير قليل حتى قتل الأمير يلبغا، فاستدعى الأشرف سابق الدّين من قوص، وصرف ظهير الدّين مختارا - المعروف بشاذروان - عن التّقدمة وأعاده إليها، فاستمرّ إلى أن مات سنة ستّ وسبعين وسبع مائة (٢).

المدرسة القيسرانيّة

هذه المدرسة بجوار المدرسة الصّاحبيّة، بسويقة الصّاحب، فيما بينها وبين باب الخوخة (٣).

كانت دارا يسكنها القاضي الرّئيس شمس الدّين محمّد بن إبراهيم القيسراني، أحد موقّعي


(a) (a-a) إضافة من المسوّدة.
(١) سراج الدّين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الأنصاري الأندلسي الأصل المصريّ المولد والدّار والوفاة، المعروف بابن الملقّن وابن النحوي، المتوفى سنة ٨٠٤ هـ/ ١٤٠١ م. قال المقريزي: «دفن على أبيه بحوش الصّوفيّة خارج باب النصر. كان من أعذب الناس ألفاظا وأحسنهم خلقا وأجملهم صورة وأفكههم محاضرة، صحبته عدّة سنين وأخذت عنه كثيرا من مروياته ومصنّفاته». (درر العقود الفريدة ٢٤٩: ٢ - ٤٣١؛ ابن حجر: إنباء الغمر ٢١٦: ٢ - ٢١٨، ذيل الدرر الكامنة ١٢١ - ١٢٣، السخاوي: الضوء اللامع ١٠٠: ٦ - ١٠٥).
(٢) المقريزي: السلوك ٢٤٧: ٣؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٣٥: ١١.
(٣) كانت المدرسة الصّاحبية (فيما تقدم ٤٧٦) تقع على يسار الدّاخل في سويقة الصّاحب التي حلّ محلها، قبل توسيع شارع بورسعيد، شارع اللبودية وشارع السّلطان الصّاحب، في الناصية التي كان يتلاقى فيها هذا الشّارع بشارع حمّام الثّلاث، حيث يوجد على يمينه موقع -