قلاوون نيابة غزّة في سنة خمس وأربعين وسبع مائة، فأقام بها مدّة، ثم استعفى بعد موت الملك الصّالح وعاد إلى القاهرة، ثم توجّه إلى دمشق للحوطة على موجود الخاصّكية يلبغا اليحياوي في الأيّام المظفّريّة وعاد.
فلمّا ركب العسكر على الملك المظفّر، لم يكن معه سوى الزّرّاق وآق سنقر وأيدمر الشّمسي.
فنقم الخاصّكية عليهم ذلك، وأخرجوهم إلى الشّام، فوصلوا إليها في أوّل شوّال سنة ثمان وأربعين، فأقام الزّرّاق بدمشق. ثم ورد مرسوم السّلطان حسن بتوجّههم إلى حلب، فتوجّه إليها على إقطاع وبها مات، وكان ديّنا ليّنا فيه خير.
وكان هذا الدّرب عامرا، وفيه دار الزّرّاق الدّار العظيمة (١)، وقد خرب هذا الدّرب وما حوله منذ كانت الحوادث في سنة ستّ وثمان مائة، ثم نقضت الدّار في أيّام المؤيّد شيخ، على يد ابن أبي الفرج.
زقاق طريف بالطّاء المهملة
هذا الزّقاق من أزقّة البرقيّة، عرف بالأمير فخر الدّين طريف بن بكتوت، وكان يعرف بزقاق مناد (a) بن ميمون بن مناد (a)، توفّي في ذي الحجّة سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة (٢).
زقاق منعم بحارة الدّيلم
كان يعرف بمساطب الدّيلم والأتراك، ثم عرف بالأمير منعم الدّولة باتكين البوسحاقي، ثم عرف بزقاق جمال الدّولة، ثم بزقاق الخلاطي (b)، ثم بزقاق الصّهرجتي، وهو القاضي المنتخب ثقة الدّولة أبو الفضل محمد بن الحسين بن هبة اللّه بن وهيب الصّهرجتي، وكان حيّا في سنة ستين وخمس مائة (٣).
(a) بولاق: منار. (b) بولاق: الجلاطي. الصفدي: أعيان العصر ٦٦٢: ١ - ٦٦٦، الوافي بالوفيات ١٨: ١٠ - ٢٢؛ أبي المحاسن: المنهل الصافي ١٨٢: ٣ - ١٨٣). (١) فيما يلي ٤٠١. (٢) المقريزي: مسودة الخطط ٣ ظ. (٣) نفسه ٤ و، وفيه: «وهو الزّقاق الغير نافذ الملاصق -