للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وخمسين وسبع مائة، فعرفت به (١).

[زاوية الجعبري]

هذه الزّاوية (٢) خارج باب النصر من القاهرة، تنسب إلى الشيخ برهان الدّين إبراهيم بن معضاد ابن شدّاد بن ماجد الجعبري، المعتقد الواعظ، كان يجلس للوعظ، فتجتمع إليه الناس، ويذكّرهم ويروي الحديث، ويشارك في علم الطبّ وغيره من العلوم، وله شعر حسن، وروى عن السّخاوي، وحدّث عنه البرزالي (a). وكان له أصحاب يبالغون في اعتقاده، ويغلون في أمره، وكان لا يراه أحد إلاّ عظّم (b) قدره وأجلّه وأثنى عليه، وحفظت عنه كلمات طعن عليه بسببها، وعمّر حتى جاوز الثّمانين سنة.

فلمّا مرض أمر أن يخرج به إلى مكان قبره، فلمّا وقف عليه قال: قبير جاك دبير (c). ومات بعد ذلك بيوم في يوم السبت رابع عشرين المحرّم سنة سبع وثمانين وستّ مائة (٣).

والجعابرة عدّة، منهم (d).


(a) بولاق: البزراكي.
(b) بولاق: أعظم.
(c) بولاق: قبير وحال دبير.
(d) بياض بالنسخ.
(١) رجّح علي باشا مبارك أنّ هذه الزّاوية هي المكان الذي كان يوجد لصق حوش إبراهيم جركس في مقابلة منزل حسين باشا حسني الذي كان ناظرا لمطبعة بولاق والواقعة على يسار المار في شارع مراسينا (عبد المجيد اللبّان الآن) في اتجاه ميدان السيدة زينب. (الخطط التوفيقية ٣٢٤: ٢ (١٢٠)، ٤٤: ٦ - ٤٥ (١٧)).
(٢) زالت الآن زاوية الجعبري، بينما مازال قبره ظاهرا يزار وعليه مقصورة من الخشب داخل قاعة بصحراء أبي قلاوة بجبّانة باب النصر يتوصّل إليه من شارع نجم الدّين تجاه حوش الحاج دسوقي الفوانيسي من الجهة الغربية. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٣٧٥: ٧ هـ ٣).
(٣) انظر ترجمة إبراهيم بن معضاد. الجعبري عند، الصفدي: الوافي بالوفيات ١٤٧: ٦ - ١٤٨؛ السبكي: طبقات الشافعية الكبرى ١٢٣: ٨ - ١٢٤؛ ابن حبيب: تذكرة النبيه ١١٦: ١ - ١١٧؛ ابن الفرات: تاريخ الدول والملوك ٧٢: ٨ - ٧٣؛ المقريزي: السلوك ٧٤٦: ١، المقفى الكبير ٣٢٠: ١ - ٣٢٢؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ٣٧٤: ٧ - ٣٧٦، المنهل الصافي ١٧٧: ١ - ١٧٨. والجعبري نسبة إلى جعبر: قلعة على الفرات بين بالس والرّقة قرب صفّين. (ياقوت: معجم البلدان ١٤١: ٢ - ١٤٢).