وهو غير مشتغل بالتاريخ وإنّما من الباحثين في مجال اللّغة العربية والنّحو العربي. وقد أتمّ الدكتور هريدي إخراج ثلاثة أجزاء من هذا الكشّاف الذي أضاف إليه كذلك كشّافا لكتاب «الإنتصار» لابن دقماق. ويشتمل الجزء الأوّل على كشّاف الأعلام والجزء الثاني على كشّاف التواريخ الهجرية، وكشّاف الكتب، وكشّاف النّصوص، وكشّاف الآيات القرآنية، وكشّاف الأحاديث والآثار النبوية، وكشّاف الأمثال والأقوال، وكشّاف قوافي الأشعار، ويشتمل الجزء الثالث على كشّاف الأماكن. أمّا كشّاف المصطلحات فلم يتم إعداده حتى الآن.
وصدرت هذه الأجزاء الثلاثة بين عامي ١٩٨٣، ١٩٨٤ عن المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة.
ونتيجة للأخطاء والتّصحيفات التي تمتليء بها صفحات طبعة بولاق التي اعتمدت لعمل هذه الكشّافات، سواء في الأعلام أو الأماكن أو المصطلحات، والتي أصبح صواب أغلبها معروفا للمتعاملين مع كتاب الخطط، ولأنّ معدّ الكشّاف التزم برسم الأعلام والأماكن وأسماء الكتب كما جاءت مغلوطة في نشرة بولاق، قد جاءت الأسماء المغلوطة في طبعة بولاق كما هي في الكشّاف، وكما أثبت يوسف راغب الذي كتب مراجعة لهذا الكشّاف فإنّ صفحات بتمامها في الكتاب لم تكشّف أعلامها أو مواضعها أو كشّفت أعلامها ولم تكشّف مواضعها مثل صفحات ٤٤٧، ٤٥٦، ٤٦١ من الجزء الثاني (١). ورغم كلّ ذلك فالكشّاف يعدّ أداة هامّة تعين على الوصول إلى التفصيلات الغنية التي يحتوي عليها كتاب الخطط. إلاّ أنّه كان يتّطلّب أن ينشر الكتاب مصحّحا قبل إعداد هذا الكشّاف، وهو الأمر الذي يستدعى ضرورة استكمال المشروع الطّموح الذي بدأه جاستون فييت من أجل إخراج نشرة تامة ومصحّحة لكتاب «المواعظ والاعتبار»، أعان اللّه على إتمامها.
الدّراسات المعتمدة على الخطط
عندما بدأ المعهد العلمي الفرنسي للعاديات الشرقية نشاطه في القاهرة سنة ١٨٨٠ كان من أهمّ مشروعاته في مجال الدّراسات العربية القيام بدراسة تاريخية وأثرية لعواصم مصر الإسلامية وللكتابات والنّقّوش العربية الموجودة على الآثار الإسلامية وجّه إليها جاستون ماسبيرو Gaston