للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقطع هذا الاعتكاف سوى مجاورته في مكّة بين سنتي ٨٣٤ هـ/ ١٤٣٠ م و ٨٣٩ هـ/ ١٤٣٥ م حيث حدّث فيها ببعض مروياته وتصانيفه ومن أهمّها كتاب «إمتاع الأسماع» الذي بدأ في إسماعه في أوّل أيام رمضان سنة ٨٣٤ هـ/ ١٤٣٠ م بالمسجد الحرام تجاه الميزاب (١).

وقد استغلّ المقريزي وجوده في مكّة في جمع معلومات لبعض مؤلّفاته الصّغيرة، وخاصّة عن بلاد العرب الجنوبية والحبشة، عن طريق اتّصاله بحجّاج بيت اللّه، وهي المؤلّفات التي كتب مسوّداتها هناك سنة ٨٣٩ هـ/ ١٤٣٥ م وبيّضها بعد عودته إلى القاهرة سنة ٨٤١ هـ/ ١٤٣٧ م (٢) حيث ظلّ مقيما منقطعا في داره بحارة برجوان «ملازما للعبادة والخلوة لا يتردّد إلى أحد إلاّ لضرورة» (٣) يكمل مؤلّفاته التي زادت على مائتي مجلّدة كبار حتّى وافاه الأجل بعد مرض طويل في عصر يوم الخميس سادس عشر رمضان سنة ٨٤٥ هـ/ ٦ فبراير سنة ١٤٤٢ م ودفن في اليوم التالي بحوش الصّوفيّة البيبرسية خارج باب النّصر بالقاهرة (٤).

[نسبه]

ذكر بعض المؤرّخين أنّ نسب المقريزي يرجع إلى الفاطميين ومنهم صاحبه ابن حجر العسقلاني الذي قال في ترجمته: «وقد رأيت بعض المكّيين قرأ عليه شيئا من تصانيفه فكتب في أوّله نسبه إلى تميم بن المعزّ بن المنصور بن القائم بن المهدي عبد اللّه القائم بالمغرب قبل الثلاث مائة، ثم إنّه كشط ما كتبه ذلك المكّي من أوّل المجلّد، وكان في تصانيفه لا يتجاوز في نسبه عبد الصّمد بن تميم. ووقفت على ترجمة جدّه عبد القادر بخطّ الشيخ تقيّ الدين بن رافع (٥) وقد نسبه أنصاريّا فذكرت ذلك له فأنكر ذلك على ابن رافع وقال: من أين له ذلك! وذكر لي ناصر الدين أخوه أنّه بحث عن مستند أخيه تقي الدين في الانتساب إلى العبيديين، فذكر له أنّه دخل مع


(١) المقريزي: السلوك ٨٥٤: ٤، ٨٥٨؛ أبو المحاسن: المنهل الصافي ٤١٨: ١؛ السخاوي: الضوء اللامع ٢٤: ٢.
(٢) مثل كتب «الإلمام بأخبار من بأرض الحبشة من ملوك الإسلام» و «الطّرفة الغريبة في أخبار حضرموت العجيبة» و «الذّهب المشبوك في ذكر من حجّ من الخلفاء والملوك» و «تجريد التوحيد المفيد» و «المقاصد السنية لمعرفة الأجسام المعدنية».
(٣) أبو المحاسن: المنهل الصافي ٤١٧: ١، ويقول ابن الصيرفي: «كان الناس يترددون إليه وهو لا يتردد إليهم إلاّ في النادر» (نزهة النفوس ٢٤٣: ٤).
(٤) أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٤٩٠: ١٥ - ٤٩١، المنهل الصافي ٤٢٠: ١؛ السخاوي: الضوء اللامع ٢٥: ٢، التبر المسبوك ٢٤؛ ابن حجر: إنباء الغمر ١٨٨: ٤ وفيه أن وفاته في سابع عشري شهر رمضان!، ابن الصيرفي: نزهة النفوس ٢٤٣: ٤ وفيه أن وفاته في تاسع عشر رمضان!
(٥) تقي الدين أبو المعالي محمد بن رافع بن هجرس -