للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مسجد باب الخوخة]

هذا المسجد تجاه باب الخوخة بجوار مدرسة أبي غالب (١)، (a) على شاطئ الخليج وهو باق إلى الآن (a).

قال ابن المأمون في «تاريخه» من حوادث سنة ستّ عشرة وخمس مائة: ولمّا سكن المأمون الأجلّ دار الذّهب (٢) وما معها - يعني في أيّام النيل للنزهة عند سكن الخليفة الآمر بأحكام اللّه بقصر اللؤلؤة المطلّ على الخليج (٣) - رأى قبالة باب الخوخة محرسا، فاستدعى وكيله (٤) وأمره بأن يزيل المحرس المذكور، ويبني موضعه مسجدا. وكان الصّنّاع يعملون فيه ليلا ونهارا، حتى إنّه تفطّر بعد ذلك واحتيج إلى تجديده (٥).

[المسجد المعروف بمعبد موسى]

هذا المسجد بخطّ الرّكن المخلّق من القاهرة، تجاه باب الجامع الأقمر المجاور لحوض السّبيل، وعلى يمنة من سلك من بين القصرين طالبا رحبة باب العيد. أوّل من اختطّه القائد جوهر عندما وضع القاهرة.

قال ابن عبد الظّاهر: ولمّا بنى القائد جوهر القصر، دخل فيه دير العظام - وهو المكان المعروف الآن بالرّكن المخلّق، قبالة حوض الجامع الأقمر وقريب دير العظام، والمصريون يقولون بئر العظمة


(a) (a-a) إضافة من المسوّدة.
(١) فيما تقدم ٦٧٦ - ٦٧٧.
(٢) فيما تقدم ٢٠٦: ٣ - ٢٠٧.
(٣) فيما تقدم ٥٢٨: ٢ - ٥٣٣.
(٤) هو عديّ الملك أبو البركات بن عثمان، وكيل المأمون البطائحي.
(٥) ابن المأمون: أخبار مصر ٥٦.
وسبق أن ذكرت (فيما تقدم ٦٧٦ هـ ١) أنّ «مدرسة أبي غالب» حلّ محلّها الجامع المعروف ب «جامع الحفني» الذي كان مقابلا للمدرسة الفخرية (جامع البنات)، وأنّه أزيل مع توسيع شارع الخليج المصري (بورسعيد). وبما أنّ «مسجد باب الخوخة» كان مجاورا له وتجاه باب الخوخة، فيكون موضعه الجامع المعروف الآن ب «جامع القاضي يحيى زين الدّين» الذي أنشأه، في سنة ٨٤٨ هـ/ ١٤٤٤ م القاضي يحيى بن عبد الرزّاق الزّيني القبطي الظّاهري الأستادّار المعروف بالأشقر وبقريب ابن أبي الفرج، المتوفى سنة ٨٧٤ هـ/ ١٤٦٩ م. (السخاوي: الضوء اللامع ٢٣٤: ١٠؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ٣٣٣: ٥ (١٤٦)؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ٢٣٤ - ٢٣٧).