للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم عرفت هذه الدّار ببيت الأمير جركتمر بن بهادر المذكور، وكان خصيصا بالأمير قوصون، فبعثه لقتل السّلطان الملك المنصور أبي بكر بن الملك النّاصر محمد بن قلاوون، لمّا نفاه إلى مدينة قوص بعد خلعه، فتولّى قتله. فلمّا قبض على قوصون، قبض على جركتمر في ثاني شعبان سنة اثنتين وأربعين وسبع مائة، وقتل بالإسكندرية هو وقوصون في ليلة الثلاثاء ثامن عشر شوّال (١) تولّى قتلهما الأمير ابن طشتمر طللية وأحمد بن صبح. وكان جركتمر هذا فيه أدب/ وحشمة، وأوّل أمره كان من أصحاب الأمير بيبرس الجاشنكير فقدّمه وأعطاه إمرة عشرة، ثم اتّصل بالأمير أرغون النّائب فأعطاه إمرة طبلخاناة، وكان يلعب الأكرة ويجيد في لعبها إلى الغاية (٢).

ثم عرفت هذه الدّار بالأمير سيف الدّين بهادر المنجكي أستادّار الملك الظّاهر برقوق، لسكنه بها وتجديد عمارتها، وأنشأ بجوارها حمّاما، وكانت وفاته يوم الاثنين الثاني من جمادى الآخرة سنة تسعين وسبع مائة (٣). وهذه الدّار باقية إلى اليوم يسكنها الأمراء.

[دار البقر]

هذه الدّار خارج القاهرة فيما بين قلعة الجبل وبركة الفيل، بالخطّ الذي يقال له اليوم حدرة البقر، كانت دارا للأبقار التي برسم السّواقي السّلطانية، ومنشرا للزّبل وفيه ساقية (٤). ثم إنّ الملك


(١) الأمير سيف الدّين جركتمر بن بهادر رأس نوبة، المتوفى سنة ٧٤٢ هـ/ ١٤٣٨ م. (المقريزي: المقفى الكبير ٢١: ٣ - ٢٢، السلوك ٦٠٥: ٢؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٧٠: ٢).
(٢) المقريزي: مسودة المواعظ ٣٩٨ - ٤٠٠.
(٣) الأمير سيف الدّين بهادر المنجكي - نسبة إلى معتقه الأمير منجك اليوسفي - أستادّار السلطان الظاهر برقوق، المتوفى سنة ٧٩٠ هـ/ ١٣٨٨ م. (راجع، ابن الفرات: تاريخ الدول والملوك ٤٣: ٩؛ المقريزي: السلوك ٥٨٧: ٣؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٣٠: ٢، إنباء الغمر ٣٥٨: ١؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٣١٦: ١١، المنهل الصافي ٤٣٥: ٣ - ٤٣٦؛ الصيرفي: نزهة النفوس ١٨٠: ١).
(٤) تعرف دار البقر أيضا في المصادر ب «بيت طشتمر السّاقي حمّص أخضر» أحد آخر من أقام بها.
ويدلّ على موضع هذه الدّار المنطقة التي تحدّ الآن من الغرب بشارع الحلمية، فيما بين زاوية الشيخ عبد اللّه وبين شارع المظفّر، ومن الجنوب شارع المظفّر (وهو الذي حلّ محل الشارع الذي ذكره المقريزي باسم حدرة البقر)، ومن الشرق بحارة رفعت، ومن الشمال خطّ تصوّري يمتد من نهاية حارة رفعت إلى زاوية الشيخ عبد اللّه السابق ذكرها. وكان يدخل في هذه المنطقة كذلك دار علي باشا مبارك التي زالت آثارها اليوم. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٢٢: ٩ هـ ١ تعليقات رمزي بك؛ ابن إياس: بدائع الزهور ٣٠٠: ٣، ٣٤٧: ٤، ٤١١؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ٤٤: ٢ (١٥٧ - ١٥٨)).