اعلم أنّ الرّحاب كثيرا ما (a) تتغيّر إمّا بأن يبنى فيها فتذهب ويبقى اسمها، أو يبنى فيها ويذهب اسمها ويجهل، وربّما انهدم بنيان وصار موضعه رحبة أو دارا أو مسجدا. والغرض ذكر ما فيه فائدة.
[رحبة باب العيد]
هذه الرّحبة كان أوّلها من باب الرّيح - أحد أبواب القصر، الذي أدركنا هدمه على يد الأمير جمال الدّين الأستادّار في سنة إحدى عشرة وثمان مائة - (b)) وفي مكانه الآن القيساريّة المستجدّة برحبة باب العيد (b) وإلى خزانة البنود.
وكانت رحبة عظيمة في الطّول والعرض، غاية في الاتّساع، يقف فيها العساكر، فارسها وراجلها في أيّام مواكب الأعياد ينتظرون ركوب الخليفة وخروجه من باب العيد، ويذهبون في خدمته لصلاة العيد بالمصلّى خارج باب النّصر، ثم يعودون إلى أن يدخل من الباب المذكور إلى القصر. وقد تقدّم ذكر ذلك (١).
ولم تزل هذه الرّحبة خالية من البناء إلى ما بعد الستّ مائة من الهجرة، فاختطّ فيها النّاس وعمّروا فيها الدّور والمساجد وغيرها، فصارت خطّة كبيرة من أجلّ أخطاط القاهرة، وبقي اسم رحبة باب العيد باقيا عليها لا تعرف إلاّ به (٢).
[رحبة قصر الشوك]
هذه الرّحبة كانت قبليّ القصر الكبير الشّرقي، في غاية الاتّساع كبيرة المقدار. وموضعها من حيث دار الأمير الحاج آل ملك بجوار المشهد الحسيني والمدرسة الملكية إلى باب قصر الشّوك
(a) بولاق: كثيرة لا. (b-b) إضافة من مسودة الخطط. (١) فيما تقدم ٤٧٨: ٢ - ٤٩٤. (٢) المقريزي: مسودة الخطط ١٢ و- ظ. وكانت تقع في المنطقة التي تحدّ الآن من الغرب بشارع حبس الرّحبة وشارع بيت المال، ومن الجنوب بشارع قصر الشوق، ومن الشرق -