ووقف عليها غيطا بناحية بارنبار من أعمال المزاحمتين، وبستانا بمحلّة الأمير من المزاحميّة الغربية، وغيطا بناحية نطوبس، وربع غيط بظاهر ثغر رشيد، وبستانا ونصف بستان بناحية بلقس، ورباعا بمدينة مصر (١).
ومجد الدّين هذا هو والد الصّاحب الوزير فخر الدّين عمر بن الخليلي. ودرّس بهذه المدرسة الصّاحب فخر الدّين إلى حين وفاته. وتوفّي مجد الدّين بدمشق في ثالث عشر ربيع الآخر سنة ثمانين وستّ مائة، وكان مشهورا بالصّلاح (٢).
المدرسة الناصريّة بالقرافة
هذه المدرسة بجوار قبّة الإمام محمد بن إدريس الشّافعيّ ﵁ من قرافة مصر (٣).
أنشأها السّلطان الملك الناصر صلاح الدّين يوسف بن أيّوب، ورتّب بها مدرّسا يدرّس الفقه على مذهب الشّافعي، وجعل له في كلّ شهر من المعلوم عن التّدريس أربعين دينارا معاملة صرف كلّ دينار ثلاثة عشر درهما وثلث درهم، وعن معلوم النظر في أوقاف المدرسة عشرة دنانير، ورتّب له من الخبز في كلّ يوم ستين رطلا بالمصري وراويتين من ماء النيل، وجعل فيها معيدين وعدّة من الطلبة (٤). ووقف عليها حمّاما بجوارها، وفرنا تجاهها، وحوانيت بظاهرها، والجزيرة التي يقال لها جزيرة الفيل ببحر النيل خارج القاهرة.
(١) ابن دقماق: الانتصار ٩٦: ٤ (ونصّه أكثر تفصيلا). (٢) انظر ترجمة مجد الدّين الخليلي الدّاري كذلك عند، الصفدي: الوافي بالوفيات ٤٧٣: ١٨. وهو أيضا صاحب «الرّباط المجدي» الذي كان يقع بدير الطين (ابن دقماق: الانتصار ١٠٢: ٤). (٣) انظر قبّة الإمام الشّافعي، فيما يلي ٩٠٩ - ٩١٤. (٤) هذه المدرسة حلّ محلّها، في منتصف القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشير الميلادي، المسجد الذي عمّره الأمير عبد الرحمن كتخدا القازدغلي سنة ١١٧٦ هـ/ ١٧٦٢ م، يقول الجبرتي وهو يعدّد منشآت الأمير: «وعمّر المسجد بجوار ضريح الإمام الشّافعي ﵁ في مكان المدرسة الصّلاحية (الناصرية)» (عجائب الآثار ٨: ٢). وبذلك تكون «المدرسة الصّلاحية» قد حلّ محلّها الآن «جامع الإمام الشّافعي». ثم أمر بتجديد المسجد في سنة ١٣٠٩ هـ/ ١٨٩١ م خديو مصر محمد توفيق باشا على طراز المدارس المملوكية. (أبو شامة: الروضتين ٦٨٨: ١؛ المقريزي: السلوك ٦٣: ١، ٢٦١ (والتعليق الوارد بهامش الصفحة غير صواب)؛ العيني: عقد الجمان (العصر الأيوبي) ٢٤٥: ١؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٥٤: ٦ - ٥٥؛ السيوطي: حسن المحاضرة ٢٥٧: ٢ - ٢٥٩؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ١٠٧ - ١٠٨). وتخلّف من المدرسة الصّلاحية كتابة تاريخية بالخط -