قد تقدّم ذكر ما يطلق عليه حارة من الأخطاط. ونريد أن نذكر من الخطط ما لا يطلق عليه اسم حارة ولا درب، وهي كثيرة، وكلّ قليل تتغيّر أسماؤها، ولا بد من إيراد ما تيسّر منها.
خطّ خان الوراقة
هذا الخطّ فيما بين حارة بهاء الدّين وسويقة أمير الجيوش، وفي شرقية سوق المرحّلين، وهو يشتمل على عدّة مساكن وبه طاحون، وكان موضعه قديما إسطبل الصّبيان الحجريّة لموقف خيولهم كما تقدّم. فلمّا زالت الدّولة الفاطمية اختطّ مواضع للسّكنى، وقد شمله الخراب (٢).
/ خطّ باب القنطرة
هذا الخطّ كان يعرف قديما بحارة المرتاحية وحارة الفرحية والرّمّاحين. وكان ما بين باب (a) الرّمّاحين - الذي يعرف اليوم بباب القوس داخل باب القنطرة - وبين الخليج فضاء لا عمارة فيه بطول ما بين باب الرّمّاحين إلى باب الخوخة وإلى باب سعادة وإلى باب الفرج. ولم يكن إذ ذاك على حافّة الخليج عمائر ألبتّة، وإنّما العمائر من جانب الكافوري - وهي مناظر اللّؤلؤة وما جاورها من قبليها إلى باب الفرج، وتخرج العامّة عصريات كلّ يوم إلى شاطئ الخليج الشّرقي تحت المناظر للتفرّج، فإنّ برّ الخليج الغربي كان فضاء ما بين بساتين وبرك، كما سيأتي ذكره إن شاء اللّه.
قال القاضي الفاضل في «متجدّدات» سنة سبع وثمانين وخمس مائة: في شوّال قطع النّيل الجسور، واقتلع الشّجر، وغرّق النّواحي، وهدم المساكن، وأتلف كثيرا من النّساء والأطفال.
وكثر الرّخاء بمصر: فالقمح كلّ مائة أردبّ بثلاثين دينارا، والخبز البايت ستة أرطال بربع درهم،
(a) ساقطة من بولاق. (١) من هنا تبدأ نسخة قطب الدّين القسطلاّني المحفوظة في باريس برقم ١٧٥٩. (٢) فيما تقدم ٥١٠: ٢.