كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار - ت أيمن فؤاد سيد

ذكر أخطاط القاهرة وظواهرها - خط قصر بشتاك - ج: 3 - ص: 99

خطّ قصر بشتاك

هذا الخطّ من جملة القصر الكبير، ويتوصّل إليه من تجاه المدرسة الكاملية، حيث كان باب القصر المعروف بباب البحر، وهدمه الملك الظّاهر بيبرس كما تقدّم في ذكر أبواب القصر (١)، وصار اليوم في داخل هذا الباب حارة كبيرة فيها عدّة دور جليلة منها قصر الأمير بشتاك، وبه عرف هذا الخطّ.

وبشتاك هذا هو الأمير سيف الدّين بشتاك النّاصريّ (٢). قرّبه الملك النّاصر محمد بن قلاوون وأعلى محلّه، وكان يسمّيه - بعد موت الأمير بكتمر السّاقي - بالأمير في غيبته. وكان زائد التّيه، لا يكلّم أستادّاره وكاتبه إلاّ بترجمان، ويعرف بالعربي ولا يتكلّم به، وكان إقطاعه سبع (a) عشرة طبلخانة أكبر من إقطاع قوصون.

ولمّا مات بكتمر السّاقي (٣)، ورثه في جميع أحواله وإسطبله الذي على بركة الفيل وفي امرأته أمّ أحمد، واشترى جاريته خوبي (b) (٤) بستة آلاف دينار، ودخل معها ما قيمته عشرة آلاف دينار، وأخذ ابن بكتمر عنده.

---

(a) بولاق: ست والتصويب من الصفدي والمقفى الكبير.
(b) بولاق: جوبي.
(١) فيما تقدم ٤٢٥: ٢.
(٢) الأمير سيف الدّين بشتاك - بفتح الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة وتاء ثالثة الحروف وبعدها ألف وكاف - النّاصري، المتوفى سنة ٧٤٢ هـ/ ١٢٤٢ م، راجع ترجمته عند الصفدي: أعيان العصر ٦٩٠: ١ - ٦٩٤، الوافي بالوفيات ١٤٢: ١٠ - ١٤٤، المقريزي: المقفى الكبير ٤٢٣: ٢ - ٤٢٧ والسلوك ٦١٣: ٢؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ١٠: ٢ - ١٢؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ٧٤: ١٠ والمنهل الصافي ٣٦٧: ٣ - ٣٧٢؛ وفيما يلي ٢٢٨ - ٢٣٠).
وصوّب أبو المحاسن رسم بشتاك بأنّه بشتك - بفتح الباء الموحدة من تحتها وترقيقها وسكون الشين المعجمة وبعدها تاء مثناة من فوق مفتوحة وكاف - ومعناه باللغة التركية: خمسة لا غير وصوابه في الكتابة: بش تك (المنهل الصافي ٣٧٢: ٣).
(٣) انظر عن الأمير سيف الدين بكتمر السّاقي (فيما يلي ٢٢١).
(٤) خوبي العوّادة - بضم الخاء المعجمة وسكون الواو بعدها موحدة مكسورة - كانت مغنّية فائقة في ضرب العود، اشتراها بكتمر السّاقي بعشرة آلاف دينار مصرية ويقال إنّه لم يدخل مصر لها نظير. ولمّا بلغها وفاة بكتمر بطريق الحجاز كسرت عودها؛ ثم باعها الملك النّاصر لبشتاك بستة آلاف دينار فدخلت عليه ومعها من الأمتعة أضعاف ذلك فلم تحظ عنده، ويقال إنّه زوّجها لبعض مماليكه وماتت بعد الأربعين وسبع مائة (الصفدي: أعيان العصر ٣٣٧: ٢ - ٣٣٩؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ١٨٤: ٢).