للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقضاته: ابن ذكا النّابلسي، ثم نعمة بن بشير، ثم الرّشيد محمد بن قاسم الصّقلّي، ثم الجليس نعمة بن بشير النّابلسي، ثم صرفه ثانيا بمسلم بن الرّسعني، وعزله بأبي الحجّاج يوسف ابن أيّوب المغربي ثم مات، فولّي محمد بن هبة اللّه بن ميسّر. وكتّاب إنشائه: سناء الملك أبو محمد الزّيدي (a) الحسني، والشّيخ أبو الحسن بن أبي أسامة، وتاج الرّئاسة أبو القاسم بن الصّيرفي، وابن أبي الدّم اليهودي. وكان نقش خاتمه «الإمام الآمر بأحكام اللّه أمير المؤمنين»، ووقع في آخر أيّامه غلاء قلق النّاس منه.

وكان جريئا على سفك الدّماء وارتكاب المحظورات واستحسان القبائح. وقتل وعمره أربع وثلاثون سنة وتسعة أشهر وعشرون يوما: منها مدّة خلافته تسع وعشرون سنة وثمانية أشهر ونصف، وما زال محجورا عليه حتى قتل الأفضل. وكان يركب للنّزهة دائما عند ما استبدّ في يومي السبت والثلاثاء، ويتحوّل في أيّام النّيل بحرمه إلى اللّؤلؤة على الخليج (١)، واختصّ بغلاميه برغش وهزّار الملوك (٢).

يلبغا السّالمي

أبو المعالي عبد اللّه الأمير سيف الدّين الحنفي الصّوفي الظّاهريّ (٣) - كان اسمه في بلاده يوسف، وهو حرّ الأصل، وآباؤه مسلمون. فلمّا جلب من بلاد المشرق سمّي يلبغا، وقيل له السّالمي نسبة إلى سالم تاجره الذي جلبه. فترقّى في خدم السّلطان الملك الظّاهر برقوق إلى أن ولاّه نظر الخانكاه الصّلاحية (b) سعيد السّعداء في ثامن عشر جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وسبع مائة، فأخرج كتاب الوقف، وقصد أن يعمل بشرط الواقف وأخرج منها جماعة من بياض النّاس. فجرت أمور ذكرت في خبر الخانكاه (c) (٤).


(a) بولاق: الزبيدي.
(b) بولاق: خانقاه صلاح.
(c) بولاق: الخانقاه.
(١) فيما تقدم ٥: ٥٣١: ٢ - ٦.
(٢) فيما تقدم ٢٠٠: ٢، ٣٤٩.
(٣) راجع ترجمة الأمير سيف الدّين أبي المعالي يلبغا السّالمي الظّاهري برقوق، الذي مات خنقا بالإسكندرية سنة ٨١١ هـ/ ١٤٠٨، عند المقريزي: درر العقود الفريدة ٥٤٣: ٣ - ٥٤٩ وفيه: «صحبته سفرا وحضرا، وكان لي مجلاّ ومعظّما، وقلّ ما رأيت مثله، ولولا ما ذكرته لكمل»، السلوك ٨٨: ٤؛ ابن حجر: ذيل الدرر الكامنة ٢٠٠ - ٢٠١، إنباء الغمر ٤١٧: ٢ - ٤١٨؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ١٧١: ١٣، الدليل الشّافي ٤٩٧ - ٥٩٥؛ السخاوي: الضوء اللامع ٢٨٩: ١٠ - ٢٩٠.
(٤) فيما يلي ٧٣٠، وفي درر العقود الفريدة: «ذكرتها عند ذكر الخوانك من كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار».