للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وله في بعض الأوقات التي لا يتّسع له فيها (a) الانفصال «نائب» يعمل عنه بذلك غير غريب منه، ولا يمكن أن يكون إلاّ ولدا أو أخا، فإنّ الرّتبة عظيمة، والمطلق له من الجامكيّة في الشهر سبعون دينارا، ولهذا «النّائب» عشرون دينارا؛ لأنّه يتولّى ذلك (a) عنه إذا وصل بنفسه، ويقوم إذا غاب في الاستعمال مقامه.

ومن أدواته أنّه إذا عبّأ ذلك في الأسفاط، استدعى والي ذلك المكان ليشاهده عند ذلك، ويكون النّاس كلّهم قياما لحلول نفس المظلّة وما يليها من خاصّ الخليفة في مجلس دار الطّراز، وهو جالس في مرتبته، والوالي واقف على رأسه خدمة لذلك. وهذا من رسوم خدمته وميزتها (١).

دار الذّهب

وكان بجوار الغزالة دار الذّهب، وموضعها الآن على يسرة الخارج من باب الخوخة فيما بينه وبين باب سعادة، وكانت مطلّة على الخليج، وفي مكانها اليوم دار تعرف ببهادر الأعسر (٢).

وبقي منها عقد بجوار دار الأعسر، يعرف الآن بقبو الذّهب، من خطّ (b) بين السّورين (٣).

قال ابن المأمون لمّا ذكر تحوّل الخليفة الآمر بأحكام اللّه إلى اللّؤلؤة: ثم أحضر الوزير المأمون وكيله أبا البركات محمد بن عثمان، وأمره أن يمضي إلى داري الفلك والذّهب اللتين على شاطئ الخليج - فالدّار الأولى التي من حيّز باب الخوخة، بناها فلك الملك - وذكر أنّه من الأستاذين الحاكميّة - ولم تكن تعرف إلاّ بدار الفلك. ولمّا بنى الأفضل بن أمير الجيوش الدّار الملاصقة لها التي من حيّز باب سعادة، وسمّاها بدار الذّهب، غلب الاسم على الدّارين - ويصلح ما فسد منهما ويضيف إليهما دار الشّابورة (٤). وذكر أنّ هذه الدّار لم تسمّ بهذا الاسم إلاّ لأنّ جزءا منها بيع في أيام الشّدّة في زمن المستنصر بشابورة حلواء (a).


(a) زيادة من المسودة.
(b) بولاق: خطة.
(١) ابن الطوير: نزهة ١٠١ - ١٠٤؛ المقريزي: المسودة ٢٨٨ - ٢٩٩؛ وانظر كذلك ابن مماتي: قوانين الدواوين ٣٣٠ - ٣٣١؛ محمد عبد العزيز مرزوق: الزخرفة المنسوجة ٤٦ - ٤٩؛ ونقل سرجنت هذه الفقرة إلى الإنجليزية Serjeant، R.B.Islamic Textiles p. ١٥٢.
(٢) فيما يلي ٧٤: ٢.
(٣) فيما يلي ٦٣: ٢ - ٦٤، ٣٢٨. ويحدّد موضعها اليوم المكان الواقع بين محكمة باب الخلق وجامع الفخري (جامع البنات) في شارع بورسعيد.
(٤) دار الشّابورة انظر ابن عبد الظاهر: الروضة ١١٣.