للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر، وجعل على الجامع عدّة أوقاف. ثم عزل (a)، وصودر وأخرج من مصر إلى حلب، ثم نقل منها إلى دمشق، فمات بها في سنة أربعين وسبع مائة.

[جامع آق سنقر]

[أثر رقم ١٢٣]

هذا الجامع قريب من قلعة الجبل، فيما بين باب الوزير والتّبّانة، كان موضعه في القديم مقابر أهل القاهرة، وأنشأه الأمير آق سنقر النّاصري وبناه بالحجر، وجعل صفوفه عقودا من حجارة ورخّمه، واهتمّ في بنائه اهتماما زائدا حتى كان يقعد على عمارته بنفسه، ويشيل التّراب مع الفعلة بيده، ويتأخّر عن غدائه اشتغالا بذلك، وأنشأ بجانبه مكتبا لإقراء أيتام المسلمين القرآن، وحانوتا لسقي النّاس الماء العذب، (b)) وسلّط سرابه على سراب جامع المارديني (b) (١).


(a) بولاق والنسخ: فعزل.
(b-b) إضافة من المسوّدة.
(١) جامع آقسنقر النّاصري بشارع باب الوزير. أنشئ كما هو مثبت بكتابة تاريخية على الباب القبلي للجامع سنة ٧٤٧ هـ/ ١٣٤٦ م، ونصّها:
«بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ﴿إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اَللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَاَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ﴾، أمر بإنشاء هذا الجامع العبد الفقير إلى اللّه تعالى آقسنقر النّاصري تغمّده اللّه برحمته، وكان ابتداء عمارته سادس عشر رمضان المعظّم سنة سبع وأربعين وسبع مائة، وكان الصّلاة فيه يوم الجمعة ثالث ربيع الأوّل سنة ثمان وأربعين وسبع مائة، وتوفي إلى رحمة اللّه تعالى تاسع عشر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وسبع مائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصّلاة والسّلام والتحية» van Berchem M.، CIA Egypte I، n ٠ ١٤٢؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ١٥٢؛ Wiet، G.، (RCEA XVI، n ٠ ٦٠٤٠. وواضح أنّ هذا النّصّ كتب بعد وفاة المنشئ وقبل الفراغ من بناء الجامع الذي لا نعرف من قام بتكملته. وهو مصمّم على مثال المساجد الجامعة: أربعة إيوانات يتوسّطها صحن مكشوف أكبرها إيوان القبلة المشتمل على رواقين، أمّا سائر الإيوانات فمكوّنة من رواق واحد. ويفتح الباب الرئيس للجامع في واجهته الغربية.
وتوجد على يسار الباب الرئيس القبّة التي دفن فيها السّلطان علاء الدّين كجك (لأنّ آقسنقر زوج أمّه) سنة ٧٤٦ هـ (أي قبل بناء الجامع) وكتب عليها: أوّلا: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم - الآية ١٨٢ سورة آل عمران - هذه القبّة المباركة عمّرت لدفن العبد الفقير إلى اللّه تعالى مولانا السّلطان السّعيد الشّهيد الملك الأشرف علاء الدّين كجك. وكانت وفاته في شهر جمادى الأولى من سنة ستّ وأربعين وسبع مائة». van Berchem، M.، CIA (Egypte I، n ٠ ١٣٨; Wiet، G.، RCEA XV، n ٠ ٥٩٨٧، ثانيا: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم - الآية ٢٥٦ سورة البقرة - هذا ضريح العبد الفقير إلى اللّه السّعيد الشّهيد مولانا السّلطان الملك الأشرف علاء الدّين كجك، ابن مولانا السّلطان الشّهيد الملك النّاصر محمد ابن مولانا -