قال ابن سيده: البركة مستنقع الماء، والبركة شبه حوض يحفر في الأرض (٢). انتهى.
وقد رأيت بخطّ معتبر ما مثاله «وملأوا البركة ماء» فنصب الباء وكسر الرّاء وفتح الكاف والتّاء (a).
[بركة الحبش]
هذه البركة كانت تعرف ببركة المعافر، وتعرف ببركة حمير، وتعرف أيضا باسطبل قرّة، وعرفت أيضا باسطبل قاش (b) (٣). وهي من أشهر برك مصر، وهي في ظاهر مدينة الفسطاط من قبليها فيما بين الجبل والنّيل (٤).
(a) هنا على هامش آياصوفيا: بياض أربعة أسطر. (b) بولاق: قامش. (١) راجع كذلك، محمد الششتاوي: متنزهات القاهرة في العصرين المملوكي والعثماني، ٩٠ - ١٨٦. (٢) ابن سيده: المحكم والمحيط الأعظم ٢٣: ٧. (٣) ابن دقماق: الانتصار ٥٥: ٤. (٤) بركة الحبش. كانت تقع جنوب مدينة الفسطاط بين النّيل والجبل المقطّم، وصفها ياقوت الحموي في مطلع القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي بأنّها من أجلّ متنزّهات مصر وقال: «رأيتها وليست ببركة للماء وإنّما شبّهت بها»، لأنّ أكثر ما يحيط بها عال عليها فإذا امتلأت بماء النّيل وقت زيادته أشبهت البركة. (معجم البلدان ٤٠١: ١). وعلى ذلك فهي لم تكن بركة عميقة فيها ماء راكد بالمعنى المفهوم الآن من لفظ بركة، وإنّما كانت تطلق على حوض من الأراضي الزراعية التي يغمرها ماء النّيل وقت فيضانه سنويّا بواسطة خليج بني وائل - الذي كان يأخذ ماءه من النّيل جنوبي الفسطاط؛ فكانت الأرض وقت أن يغمرها الماء تشبه البرك ولهذا سمّيت بركة. وبعد أن ينتهي فيضان النّيل ويصرف الماء عنها تنكشف أرضها ولا تحتاج إلى الحرث للينها بل تلاق لوقا وتزرع أنواعا شتوية. وكانت هذه البركة تشغل مساحة قدرها نحو ١٥٠٠ فدّان: منها ٢١٣ فدّانا هي مجموع الزّمام الذي كان يزرع من أراضي قرية دير الطّين (اسطبل عنتر)، والباقي من زمام ناحية البساتين شمال ضاحية المعادي الحالية. وتحدّ هذه المنطقة اليوم من الشمال بصحراء القرافة الكبرى وجبل الرّصد المعروف بجبل اسطبل عنتر وأرض قرية أثر النّبي في الحدّ الفاصل بينها وبين دير الطّين، ومن الغرب جسر النّيل بين إسطبل عنتر وضاحية المعادي، ومن الجنوب والشّرق باقي أراضي ناحية البساتين. (تعليقات واستدراكات محمد رمزي على النجوم الزاهرة ١٤: ٥ هـ، ٣٨١: ٦ - ٣٨٣؛ محمد الششتاوي: متنزهات القاهرة ٩٠ - ٩٧).