للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وعند ما قارب النّيل الوفاء تحوّل الخليفة في الليل من قصوره بجميع جهاته وإخوته وأعمامه والسّيّدات كرائمه وعمّاته، إلى اللّؤلؤة، وتحوّل الأجلّ المأمون بالأجلاّء أولاده إلى دار الذّهب وما أضيف إليها (١).

وقال ابن عبد الظّاهر: دار الذّهب بناها الأفضل بن أمير الجيوش، وكانت عادة الأفضل أن يستريح بها إذا كان الخليفة باللّؤلؤة يكون هو بدار الذّهب، وكذلك كان المأمون من بعده.

وكان حرس دار الذّهب يسلّم للوزيرية: من باب سعادة يسلّم لهم، ومن باب الخوخة للمصامدة أرباب الشّعور وصبيان الخاصّ. وكان المقرّر لهم في كلّ يوم سماطين: أحدهما بقاعة الفلك للمماليك الخاصّ والحاشية وأرباب الرّسوم، والآخر على باب الدّار برسم المصامدة، حتى إنّه من اختار ورأى أنّه يجلس معهم على السّماط لا يمنع، والضّعفاء والصّعاليك يقعدون بعدهم، وفي أوّل الليل بمثل ذلك. ولكلّ منهم رسم لجميع من يبيت من أرباب الضّوء إلى الأعلى (٢).

منظرة السّكّرة (a)

وكان من جملة مناظر الخلفاء، منظرة تعرف بمنظرة السّكّرة في برّ الخليج الغربي، يجلس فيها الخليفة يوم فتح الخليج، وكان لها بستان عظيم، بناها العزيز باللّه بن المعزّ.

وقد دثرت هذه المنظرة، ويشبه أن يكون موضعها في المكان الذي يقال له اليوم المريس (٣) قريبا من قنطرة السّدّ.


(a) آياصوفيا: ذكر السكرة.
(١) ابن المأمون: أخبار مصر ١٠٠؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٢٩١ - ٢٩٢.
(٢) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١١٣؛ المقريزي: المسودة ٢٩٠ - ٢٩١؛ وانظر فيما يلي ٦٤: ٢.
(٣) المريس. هو مكان بستان الخشّاب وعرف بذلك لأن كثيرا من السودان والمريس والنوبة كانوا يسكنون به فعرف بهم (ابن دقماق: الانتصار ١٢١: ٤)، ويحدد موضع «المريس» اليوم المنطقة التي يحدها من الشرق شارع بورسعيد ومن الغرب شارع علي يوسف بالقرب من القصر العيني. (أبو المحاسن: النجوم ١٩٦: ٩ هـ ١، ١٣٨: ١١ هـ ١). أما قنطرة السّدّ التي أنشأها الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة ٦٤٣ هـ، على خليج القاهرة بالقرب من فمه فكانت تقع تجاه النقطة التي يتلاقى فيها شارع الخليج (بورسعيد) بشارع مدرسة الطب (نفسه ٣٨١: ٦).