للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المتقارب]

أتته الخلافة منقادة … إليه تجرّر أذيالها

فلم تك تصلح إلاّ له … ولم يك يصلح إلاّ لها

ولو نالها أحد غيره … لزلزلت الأرض زلزالها

وكأنّي قمت إلى خزانة بالمجلس أخذت منها حقّة فيها جوهر فملأت فمها منه، ثم استيقظت. فو اللّه يا قاضي ما كان إلاّ يومان حتى كسر عليّ الحبس، لمّا قتل أبو عليّ ابن الأفضل، وقيل لي: السّلام على أمير المؤمنين. فلمّا خرجت، وأقمت أيّاما، جلست في ذلك المجلس الذي رأيته في النوم، ودخل الجواري يهنئنني، فغنّت إحداهنّ - وهي ذات عود - ذلك الصّوت بعينه، فقلت لها: على رسلك حتى نقضي نحن أيضا من حقّك ما يجب علينا، وقمت إلى الخزانة، وأخذت الحقّ الذي فيه الجوهر، ثم جئت إليها وقلت لها: افتحي فاك، ففتحته وحشوته جوهرا، وقلت لها: إنّ لك علينا في كلّ سنة في مثل هذا اليوم مثل ذلك.

[مسجد توبة]

ابن (a) ميسرة الكتامي مغنّي المستنصر، كان في شرقي الأقهوب، وقبالته تربة نشب الطبّالة (b) صاحبة أرض الطبّالة، وكلاهما في القرافة الكبرى (١).

مسجد درّي

كان (c) في القرافة الكبرى في رحبة الأقهوب، بناه شهاب الدّولة درّي، غلام المظفّر أخي الأفضل بن أمير الجيوش، في سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة، وكان أرمنيّا فأسلم، وصار من المتشدّدين في مذهب الإمامية، وقرأ «الجمل» للزّجّاجي في النحو، و «اللمع» لابن جنّي. وكانت له خرائط من القطن الأبيض يعملها (d) في يديه ورجليه، وكان يتولّى خزائن الكسوات، ولا يدخل على بسط السّلاطين، ولا على بسط الخليفة الحافظ لدين اللّه، ولا يدخل/ مجلسه إلاّ بالخرائط في رجليه، ولا يأخذ من أحد رقعة إلاّ وفي يده خريطة، يظنّ أنّ من لمسه نجّسه،


(a) بولاق: هو ابن.
(b) بولاق: تربة تنسب إلى الطبالة.
(c) بولاق: هذا المسجد كان.
(d) بولاق: يلبسها.
(١) فيما تقدم ٤١٦: ٣.