وكان هذا الخطّ يسكنه (a)) المكين بن قروينة و (a) جماعة من الفرنج والأقباط، ويرتكبون من القبائح ما يليق بهم. فلمّا عمّر هذا الجامع، وأعلن فيه بالأذان وإقامة الصّلوات، اشمأزّت قلوبهم لذلك، وتحوّلوا من هذا الخطّ وهو من أبهج (b)) جوامع البلد حسنا وزخرفة ورخاما وحسن مشترف (b)، وأدركناه إذا قويت زيادة ماء النّيل فاضت بركة الفيل وغرّقته، فيصير لجّة ماء، لكن منذ انحسر ماء النّيل عن البلد إلى جهة الغرب بطل ذلك.
وله من الآثار، سوى ذلك، قصر بشتاك بين القصرين، وقد تقدّم ذكره (١).
[جامع آق سنقر]
هذا الجامع بسويقة السّبّاعين على البركة النّاصريّة (٢)، عمّره الأمير آق سنقر شادّ العمائر السّلطانية (٣)، وإليه تنسب قنطرة آق سنقر التي على الخليج الكبير بخطّ قبو الكرماني قبالة الحبّانيّة (٤)، وأنشأ أيضا دارا جليلة (c) وحمّامين بخطّ البركة النّاصريّة.
وكان أوّلا (d) من جملة الأوشاقيّة في أوّل أيّام الملك النّاصر محمد بن قلاوون، ثم عمله أمير آخور مدّة (d)؛ ونقله منها فجعله شادّ العمائر السّلطانيّة. وأقام فيها مدّة فأثرى ثراء كبيرا، وعمّر ما
(a-a) إضافة من المسوّدة. (b-b) بولاق والنسخ: «الجوامع وأحسنها زخرفا وأنزهها»، والعبارة المثبتة من المسوّدة. (c) في المسوّدة: ملكا عظيما. (d) إضافة من المسوّدة. (١) انظر فيما تقدم ٢٢٧: ٣ - ٢٣٠، ومن آثاره أيضا «حمّام بشتاك» بسوق السّلاح بالدّرب الأحمر، وهو حمّام لم يذكره المقريزي في الفصل الذي خصّصه لذكر الحمّامات، وما زال مدخله قائما إلى الآن بشارع سوق السّلاح، مسجل بالآثار برقم ٢٤٤، وعليه كتابة تاريخية نصّها: «أمر بإنشاء هذا الحمّام المبارك المقام الأشرف العالي المولوي الأميري الكبيري السّيفي بشتاك الملكي النّاصري دام عزّه». (Wiet، G.، RCEA XV، n ٠ ٥٨٠٢). (٢) جامع آق سنقر بسويقة السّبّاعين. حدّد محمد بك رمزي هذا الجامع بالجامع المعروف الآن بجامع أبي طبل الموجود بحارة السّقّائين عند تلاقيها بشارع المذبح الذي يطل عليها الباب الحالي للجامع بقسم السّيّدة زينب (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٣٢٢: ٩ هـ ٤). (٣) توفي الأمير آقسنقر شادّ العمائر بدمشق سنة ٧٤٠ هـ/ ١٣٣٩ م. (المقريزي: المقفى الكبير ٢٦٤: ٢ - ٢٦٥؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٤٢١: ١؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٣٢٢: ٩). وعن وظيفة شادّ العمائر السّلطانية انظر فيما تقدم ٦٩٠: ٣ هـ ٣. (٤) فيما تقدم ٤٩٢: ٣.