للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأشرفيّة

هذا القصر، المعروف ب «الأشرفيّة»، أنشأه الملك الأشرف خليل بن قلاوون في سنة اثنتين وتسعين وستّ مائة (١). ولمّا فرغ صنع به مهمّا عظيما (٢) لم يعمل مثله في الدّولة التّركية (a)، وختن أخاه الملك النّاصر محمد بن قلاوون وابن أخيه الأمير موسى بن الصّالح عليّ بن قلاوون، وجمع سائر أرباب الملاهي وجميع الأمراء، ووقف الخازندارية (٣) بأكياس الذّهب. فلمّا قام الخاصّكيّة من الأمراء (b) للرّقص، نثر الخازندارية على كلّ من قام للرّقص حتى فرغ الختان. فأنعم على كلّ أمير من الأمراء بفرس كامل القماش وألبس خلعة عظيمة، وأنعم على عدّة منهم؛ كلّ واحد بألف دينار وفرس، وأنعم على ثلاثين من الأمراء الخاصّكية لكلّ واحد مبلغ خمسة آلاف دينار.


(a) بعد ذلك في مسودة الخطط: «وذلك أنّه كان قد نزل إلى ميدان القبق، المعروف بالميدان الأسود خارج باب النّصر، وعمل فيه لعب القبق مدّة ثلاثة أيّام، تم صعد إلى القلعة، فلما كان يوم [بياض سطر] عمل المهمّ لختان أخيه … ».
(b) العبارة في بولاق: فلمّا قام الأمراء من الخاصكية.
(١) ابن الفرات: تاريخ الدول والملوك ١٦٩: ٨؛ العيني: عقد الجمان ١٧٠: ٣؛ ابن إياس: بدائع الزهور ٣٧٨: ١/ ١؛ وانظر كذلك Behrens-Abouseif، D.، op.cit.، p. ٥٥; Rabbat.N.، op.cit.، pp. ١٥٠ - ٦٩، ويرى ناصر ربّاط أنّ المعلم الذي أطلق عليه جومار في نهاية القرن الثامن عشر «بيت يوسف» واعتبره الباحثون، وعلى الأخصّ كازانوفا، القصر الأبلق، ليس إلاّ «القاعة الأشرفيّة». وكانت هذه القاعة تقع في الجهة الجنوبية الغربية للقلعة في مواجهة جامع السّلطان حسن، فيذكر ابن إياس أنّه في سنة ٨٢٩ هـ/ ١٤٢٦ م نصب شخص بهلوان حبلا من مئذنة السّلطان حسن إلى الأشرفيّة بالقلعة ومشى عليه! (بدائع الزهور ١٠٥: ٢). وتنسب أيضا إلى الأشرف شعبان قاعة بنفس الاسم كانت داخل دور الحرم (نفسه ١٨٣: ٢/ ١).
(٢) المهمّ. مأدبة ضخمة يولمها السلاطين وكبار الأمراء في المناسبات الاجتماعية الخاصّة، ويولم أحيانا مهمّ يخصّص للنساء فقط إلى جانب المهمّ المخصّص للرجال. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٨٠: ١٢، ٨١).
(٣) الخازندار ج. الخازندارية. لفظ مؤلّف من كلمتين: خزانة العربية ودار الفارسية بمعنى ممسك، أي الموكل بالخزانة المتولّي لأمرها. وموضوع الوظيفة الإشراف على خزائن الأموال السلطانية، وهي وظيفة محدثة كان يشغلها في بداية الأمر أمير طبلخاناه، ثم ارتفعت قيمتها فصار يشغلها أمير مائة مقدّم ألف، وجعلها القلقشندي الوظيفة الثانية عشرة من الوظائف التي يشغلها عسكريون بحضرة السّلطان المملوكي، وكان يختار لها من بين الخاصّكية. (القلقشندي: صبح الأعشى ٢١: ٤، ٤٥٧: ٥ - ٤٦٣؛ ابن شاهين الظاهري: زبدة كشف الممالك ١١٦؛ حسن الباشا: الفنون الإسلامية والوظائف ٤٥٣ - ٤٦٠).