اعلم أنّه قد كان بقلعة الجبل مكان معدّ لديوان الجيش، وأدركت منه بقيّة إلى أثناء دولة الظّاهر برقوق. وكان ناظر الجيش وسائر كتّاب الجيش لا يبرحون في أيّام الخدمة نهارهم مقيمين بديوان الجيش، وكانت لهذا الدّيوان عوائد قد تغيّر أكثرها، ونسي غالب رسومه.
و (٢) كانت جيوش الدّولة التّركيّة بديار مصر على قسمين: منهم من هو بحضرة السّلطان، ومنهم من هو في أقطار المملكة وبلادها، ومنهم سكّان بادية كالعرب والتّركمان. وجندها
(١) انظر كذلك، فيما تقدم ٢٥٥: ١ - ٢٥٦؛ المقريزي: السلوك ٤٦١: ٤ - ٤٦٢. والمصدر الرّئيس الذي يشير إلى ترتيب الجيش المملوكي حتى قرب نهاية سلطنة النّاصر محمد بن قلاوون الثالثة كتاب «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار» لابن فضل اللّه العمري المتوفى سنة ٧٤٩ هـ/ ١٣٤٩ م، واعتمد عليه بعد ذلك كلّ من القلقشندي (صبح الأعشى ١٤: ٤ - ١٦)، والمقريزي هنا في الخطط، والسيوطي (حسن المحاضرة ١٢٩: ٢). أمّا ترتيب الجيش المملوكي وسائر رسوم دولة المماليك الشّراكسة، فأهمّ مصادرها كتاب «كشف الممالك وبيان الطّرق والمسالك» لغرس الدّين خليل بن شاهين الظّاهري، المتوفى سنة ٨٧٣ هـ/ ١٤٦٨ م. (انظر مقدمة هذا المجلد). وأشمل الدّراسات الحديثة عن بناء الجيش المملوكي وترتيبه، ما كتبه ديفيد آيالون Ayalon، D.، «Studiesin the Structure of the Mamluk Army»، BSOAS ١٥ (١٩٥٣)، pp. ٢٠٣ - ٣٨، ٤٤٨ - ٧٦; ١٦ (١٩٥٤)، pp. ٥٧ - ٩٠; id.، «The System of Payment in Mamluk Military Society»، JESHO I (١٩٥٧)، pp. ٣٧ - ٦٥، ٢٥٧ - ٩٦ وجمعت دراسات آيالون في سلسلة Variorum Reprints في ثلاثة كتب هي: Studies on the Mamluk Military Society، London ١٩٧٩;، Outsiders in the Land of Islam، London ١٩٨٨ وانظر له كذلك Ayalon، «Forces of the Mamluk؛ Sultanate»، Der Islam ٦٥ (١٩٨٨)، pp. ١٣ - ٥٤ وانظر ما أضافه إليها Humphreys، R.S.، «The Emergence of the Mamluk Army»، SI ٤٥ (١٩٧٧)، pp. ٦٧ - ٩٩، ٤٦ (١٩٧٧)، pp. ١٤٧ - ٨٢; Amitai-Preiss، R.، «The Remaking of the Military Elite of Mamluk Egypt by al-Nasir Muhammad ibn Qalawun»، SI ٧٢ (١٩٩٠)، pp. ١٤٥ - ٦٣؛ وانظر كذلك، إبراهيم حسن سعيد: الجيش في عصر سلاطين المماليك، رسالة ماجستير بكلية الآداب - جامعة القاهرة ١٩٦٣؛ محمود نديم: الفن الحربي للجيش المصري في العصر المملوكي البحري، القاهرة ١٩٨٣. (٢) مصدر كلّ المعلومات التالية هو ابن فضل اللّه العمري: مسالك الأبصار ٢٧ - ٣٣؛ وقارن مع النويري: نهاية الأرب ١٩٦: ٨ - ٢٠٦؛ ابن فضل اللّه العمري: التعريف بالمصطلح الشريف ١٠٢ - ١٠٥؛ القلقشندي: صبح الأعشى ١٤: ٤ - ١٦، ١٥٨: ٧ - ١٥٩؛ -