التّركماني الحنفي (١)، ثم قريبهم حميد الدّين حمّاد، وهي الآن بيد ابن حميد الدّين المذكور.
وكان شأن هذه المدرسة كبيرا يسكنها أكابر فقهاء الحنفيّة، وتعدّ من أجلّ مدارس القاهرة، ولها عدّة أوقاف بالقاهرة وظواهرها وفي البلاد الشّامية. وقد تلاشى أمر هذه المدرسة لسوء ولاة أمرها وتخريبهم أوقافها، وتعطّل منها حضور الدّرس والتّصوّف، وصارت منزلا يسكنه أخلاط ممّن ينسب إلى اسم الفقه، وقرب الخراب منها، وكان بناؤها في سنة ثلاثين وسبع مائة.
مغلطاي بن عبد اللّه الجمالي، الأمير علاء الدّين (٢) -
عرف بخرز، وهي بالتركية عبارة عن الدّيك (a) بالعربية - اشتراه الملك الناصر محمد بن قلاوون، ونقله وهو شابّ من الجامكيّة إلى الإمرة على إقطاع الأمير صارم الدّين إبراهيم الإبراهيمي، نقيب المماليك السّلطانية - المعروف بزير أمّه (b) - في صفر سنة ثمان عشرة وسبع مائة، وصار السّلطان ينتدبه في التّوجّه إلى المهمّات الخاصّة به، ويطلعه على سرّه. ثم بعثه أمير الرّكب إلى الحجاز في هذه السنة. فقبض على الشّريف أسد الدّين رميثة ابن أبي نميّ صاحب مكّة، وأحضره إلى قلعة الجبل في ثامن عشر المحرّم سنة تسع عشرة وسبع مائة مع الرّكب. فأنكر عليه السّلطان سرعة دخوله، لما أصاب الحاج من المشقّة في الإسراع بهم.
ثم إنّه جعل أستادّار السّلطان، لمّا قبض على القاضي كريم الدّين عبد الكريم ابن المعلّم هبة اللّه ناظر الخواصّ، عند وصوله من دمشق بعد سفره إليها لإحضار شمس الدّين غبريال. فيوم حضر خلع عليه وجعل أستادّارا عوضا عن الأمير سيف الدّين بكتمر العلائي، وذلك في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة.
ثم أضاف إليه الوزارة، وخلع عليه في يوم الخميس ثامن رمضان سنة أربع وعشرين، عوضا عن الصّاحب أمين الملك عبد اللّه بن الغنّام، بعد ما استعفي من الوزارة واعتذر بأنّه رجل غتميّ،
(a) بولاق: الدين. (b) بولاق: الإمرة. - الصافي ١٠٦: ٧ - ١٠٨. (١) المتوفى سنة ٧٧٦ هـ/ ١٣٧٥ م، انظر ترجمته عند المقريزي: درر العقود الفريدة ٢٥٤: ٣ - ٢٥٥، السلوك ٢٤٦: ٣؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٩٦: ٤ - ٩٧، إنباء الغمر ٩٤: ١؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ١٣٠: ١١. (٢) راجع ترجمة مغلطاي الجمالي عند، مجهول المؤلف: تاريخ سلاطين المماليك ١٨٤؛ الصفدي: أعيان العصر ٤٣١: ٥ - ٤٣٢؛ المقريزي: السلوك ٣٥٣: ٢ - ٣٥٤؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٣٥٥: ٤ - ٣٥٦؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٩١: ٩ - ٢٩٢.