السّلطان من كان بهذه الزّاوية العدويّة، ودرك على أمير طبر، واختلفت الأخبار: فقيل إنّهم يريدون سلطنة مصر، وقيل يريدون ملك اليمن. فقلق السّلطان لأمرهم وأهمّه، إلى أن أمسك الأمير تنكز عز الدّين المذكور، وسجنه في سنة ثلاث وثلاثين وسبع مائة حتى مات، وفرّق الأكراد، ولو لم يتدارك لأوشك أن يكون لهم نوبة.
زاوية السّدّار
هذه الزّاوية برأس حارة الدّيلم (١)، بناها الفقير المعتقد علي بن السّدّار في سنة سبعين وسبع مائة، وتوفي سنة ثلاث وسبعين وسبع مائة (٢).
= الزّاوية، يقول المقريزي عند ذكر وفاته سنة ٦٩٧ هـ: «وله تربة جليلة بالقرافة» (السلوك ٨٥١: ١). ويوجد داخل الزاوية ثلاث كتابات تاريخية تشير إحداها إلى تاريخ وفاة المنشئ في ربيع الأوّل سنة ٦٩٧ هـ والثانية إلى تاريخ إنشاء القبّة في شوال؟؟؟ وتحمل النصّ التاريخي التالي: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم - الآيات ١٠ - ١٢ سورة الواقعة - هذا مقام السّيّد الإمام القدوة شيخ شيوخ الإسلام شيخ الطريقة ومعدن الحقيقة، فريد العصر، شرفت بأقدامه مصر، أوحد شيوخ المسلمين زين الدّين يوسف بن الشيخ محمد بن الحسن بن الشّيخ عدي بن أبو [كذا] البركات ابن صخر بن مسافر الأموي، نفع اللّه ببركاتهم المسلمين، وذلك في ربيع الأوّل سنة خمس وعشرين وسبع مائة». وهذه الزّاوية التي كانت تعرف ب «الزّاوية العدوية» ثم عرفت ب «الزّاوية القادريّة»، بسبب سكن جماعة من ذرّيّة السّيّد عبد القادر الجيلي بها، تعرف الآن ب «جامع القادرية» و «جامع عليّ»، وما تزال باقية خارج باب القرافة عن يمين السّالك منه في شارع القادرية الموصّل إلى قرافة الإمام الشّافعي. وهي مكوّنة من أربعة إيوانات؛ يوجد ضريح الشيخ زين الدّين في الرّكن الجنوبي منها. (راجع، ابن الزيات: الكواكب السيارة ١٨٦ - ١٨٨؛ السخاوي: تحفة الأحباب ١٩٠ - ١٩٢؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٦٠: ٥ (٦٨)؛ أحمد تيمور: اليزيدية ٤٤ - ٥٣؛ Creswell، K.A.C.، MAE II، pp. ٢٢٩ - ٣٣; Layla c Ali Ibrahim، «The Zawiya of Shaykh Zain ad-Din Yusuf in Cairo»، MDAIK ٣٤؛ (١٩٧٨)، pp. ٧٩ - ١١٠ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٢٨٧: ٢ - ٣٠٨). (١) ذكر علي باشا مبارك أنّها بحارة الرّوم بالقرب من باب زويلة. (الخطط التوفيقية ٨٥: ٦ (٣١)). (٢) الشعراني: الطبقات الكبرى.