للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الميدان]

كان بجوار القصر الغربي ومن حقوقه الميدان، ويعرف هذا الميدان اليوم بالخرنشف وإسطبل القطبيّة (١).

[البستان الكافوري]

وكان من حقوق القصر الصّغير الغربي البستان الكافوري، وكان بستانا أنشأه الأمير أبو بكر محمد بن طغج بن جفّ الإخشيد أمير مصر، وكان مطلاّ على الخليج، فاعتنى به الإخشيد وجعل له أبوابا من حديد، وكان ينزل به ويقيم فيه الأيّام. واهتمّ بشأنه من بعد الإخشيد ابناه الأمير أبو القاسم أونوجور بن الإخشيد، والأمير أبو الحسن عليّ بن الإخشيد في أيام إمارتهما بعد أبيهما. (a) فلمّا استبدّ من بعدهما (a) الأستاذ أبو المسك كافور الإخشيدي بإمارة مصر، كان كثيرا ما يتنزّه به، ويواصل الرّكوب إلي الميدان الذي كان فيه، وكانت خيوله بهذا الميدان. فلمّا قدم القائد جوهر من المغرب بجيوش مولاه المعزّ لدين اللّه لأخذ ديار مصر، أناخ بجوار هذا البستان وجعله من جملة القاهرة.

وكان متنزّها للخلفاء الفاطميين مدّة أيّامهم، وكانوا يتوصّلون إليه من «سراديب مبنية تحت الأرض»، ينزلون إليها من القصر الكبير الشّرقي، ويسيرون فيها بالدّواب إلى البستان الكافوري ومناظر اللّؤلؤة بحيث لا تراهم الأعين.

وما زال البستان عامرا إلى أن زالت الدّولة فحكر، وبني فيه في سنة إحدى وخمسين وستّ مائة، كما يأتي ذكره إن شاء اللّه، عند ذكر الحارات والخطط من هذا الكتاب (٢).

وأمّا الأقباء والسّراديب فإنّها عملت أسربة للمراحيض (٣)، وهي باقية إلى يومنا هذا تصبّ في الخليج.


(a) (a-a) ساقطة من ظ.
(١) المقريزي: مسودة المواعظ ١٣١ وفيما يلي ١٩٧: ٢.
(٢) نفسه ١٣١، ٣٥٩، وفيما يلي ٢٥: ٢.
(٣) المقريزي: مسودة المواعظ ٣٢٨ - ٣٢٩، وعن هذه الأقباء والسّراديب راجع، Zaki Pacha، Ahmad، «Les nouveux e? gouts du Caire et les passages souterrains des Khalifes fatimides»، BIE ٥ e? se? rie VI (١٩١٢)، pp. ١ - ١٠، ١٩٥ - ٩٧; Fu'a? d Sayyid، A.،