للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي سادس ذي الحجة من سنة إحدى وستين، قدم من المغل والبهادرية زيادة على ألف وثلاث مائة فارس، فأنزلوا في مساكن عمّرت لهم باللّوق بأهاليهم وأولادهم. وفي شهر رجب سنة إحدى وستين وستّ مائة (a) قدمت رسل الملك بركة ورسل الأشكري، فعملت لهم دعوة عظيمة باللّوق.

فأمّا بستان ابن ثعلب

فإنّه كان بستانا عظيم القدر مساحته خمسة وسبعون فدّانا، فيه سائر الفواكه بأسرها، وجميع ما يزدرع من الأشجار والنّخل والكروم والنّرجس والهليون والورد والنّسرين والياسمين والخوخ والكمّثرى والنّارنج واللّيمون التّفّاحي واللّيمون المراكبي (b) والمختّن والجمّيز والقراصيا والرّمّان والزّيتون والتّوت الشّامي والمصري والمرسين والتامرحنّا والبان وغير ذلك، وبه الآبار المعينة، وله الهماليات، وفيه منظرة عظيمة وعدّة دور.

ومن حقوق هذا البستان الأرض التي تعرف اليوم ببركة قرموط، والأرض التي تعرف اليوم بالخور قبالة الأرض المعروفة بالبيضاء بجوار بستان السّرّاج، وبستان الزّهري، وبستان البورجي فيما بين هذه البساتين وبين خليج الذّكر (c) والمقس.


(a) بولاق: وسبع مائة.
(b) بولاق: الراكب.
(c) بولاق: خليج الدكة. كثيرة من كتاب الخطط، أحد أحبّ اللّعبات إلى بلاط الملوك والسّلاطين، ومن أوّل من لعبها في مصر الأمير أحمد ابن طولون والوزير الفاطمي أبي علي الأفضل كتيفات. وتعرف أيضا بالصّوالجة أو الجوكان، وهي دون شك اللعبة المعروفة الآن بالبولو Polo. ويلقّب الذي يحمل الجوكان مع السّلطان في لعب الكرة: «الجوكاندار» ويجمع على «جوكانداريّه»، وهو مركّب من لفظتين فارسيتين: إحداهما جوكان، وهو المحجن الذي تضرب به الكرة ويعبّر عنه بالصّولجان أيضا؛ والثانية دار، ومعناها ممسك، فيكون المعنى: ممسك الجوكان، والعامّة تقول «جكندار» بحذف الواو بعد الجيم والألف بعد الكاف. (القلقشندي: صبح الأعشى ٤٥٨: ٥؛ السبكي: معيد النّعم ومبيد النّقم ٣٥؛ حسن الباشا: الفنون الإسلامية والوظائف ٣٧٣: ١ - ٣٧٧). والجوكان عصا مدهونة طولها نحو من أربعة أذرع، وبرأسها خشبة مخروطة معقوفة تزيد عن نصف ذراع. (المقريزي: السلوك ٤٣٥: ١ هـ ١). وكان إنشاء أغلب هذه الميادين التي ذكرها المقريزي (فيما يلي ٦٢٥ - ٦٣٦) بغرض لعب لعبة الكرة أو البولو Polo. (لتفاصيل أكثر حول تاريخ هذه اللّعبة وعلى الأخصّ في عصر سلاطين المماليك، راجع Abd ar-Raziq، A.، «Deux jeux sportifs au temps des Mamluks»، An.Isl.XII ((١٩٧٤)، pp. ١٠٧ - ٣٠.