للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[القصر الأبلق]

هذا القصر يشرف على الإسطبل، أنشأه الملك النّاصر محمد بن قلاوون في شعبان سنة ثلاث عشرة وسبع مائة، وانتهت عمارته في سنة أربع عشرة (١)، وأنشأ بجواره جنينة. ولمّا كمل عمل فيه سماطا حضره الأمراء وأهل الدّولة، ثم أفيضت عليهم الخلع، وحمل إلى كلّ أمير من أمراء المئين ومقدّمي الألوف ألف دينار، ولكلّ من مقدّمي الحلقة خمس مائة درهم، ولكلّ من أمراء الطّبلخاناه عشرة آلاف درهم فضّة: عنها خمس مائة دينار. فبلغت/ النّفقة على هذا المهمّ خمس مائة ألف ألف درهم (a).


(a) هنا في هامش آياصوفيا: بياض خمسة أسطر.
(١) القصر الأبلق. كان يشرف على الإسطبلات السّلطانية في أسفل القلعة (النويري: نهاية الأرب ٢٠٨: ٣٢؛ ابن أبيك: كنز الدرر ٢٦٦: ٩؛ الشجاعي: تاريخ الملك الناصر ١١٣؛ ابن فضل اللّه العمري: مسالك الأبصار ٣٨، ٨٠، ٨١ - ٨٤، وهذا أقدم وأدقّ وصف للقصر الأبلق؛ المقريزي: السلوك ١٢٩: ٢؛ القلقشندي: صبح الأعشى ٩٣: ٤ - ٩٤؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٣٦: ٩ - ٣٧؛ ابن إياس: بدائع الزهور ٤٤٥: ١/ ١ وفيه أنّه عبارة عن ثلاثة قصور متداخلة في بعضها، وفيهم خمس قاعات وثلاثة مراقد).
وقصد النّاصر محمد أن يحاكي به القصر الأبلق الذي بناه الظاهر بيبرس في دمشق سنة ٦٦٥ هـ/ ١٢٦٧ م (ابن فضل اللّه العمري: مسالك الأبصار ١١٤؛ النويري: نهاية الأرب ١٣٦: ٣٠؛ المقريزي: السلوك ٥٦١: ١؛ العيني: عقد الجمان ١٧٤: ٢، ١٧٩، ١٨٠؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٩٥: ٧، ٢٧٨). وسمّي بالأبلق لأنّه بني بالحجر الأسود والأصفر بالتبادل، ومعروف أنّ الأبلق في اللّغة يعني الأبيض والأسود أو بصفة عامّة الخليط من اللونين.
ويرى كازانوفا أنّ القصر الأبلق هو نفسه الأثر الذي ذكره جومار باسم قصر يوسف أو بيت يوسف والذي أصبح في العصر العثماني مكان صناعة كسوة الكعبة (وصف مدينة القاهرة ٢٣١ - ٢٣٣؛ Casanova، P.، op.cit.، p. ٦٣٥ - ٤١ (الترجمة العربية ١٢٧ - ١٣١))، وانظر كذلك فيما يلي ٦٧٦ (القاعة الأشرفية).
ويدلّ على موقع القصر الابلق الجزء الجنوبي الغربي من قلعة الجبل حيث المكان الواقع على يمين الداخل من البوّابة الوسطى للقلعة إلى السّاحة التي بها الآن جامع محمد علي باشا، وأصبح يشغل موقعه السّجن الحربي الذي تحوّل الآن إلى متحف للشّرطة. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٣٦: ٩ هـ ٣؛ وانظر كذلك Creswell، K.A.C.، MAE II، pp. ٢٦٠ - ٦٣; Rabbat، N.، op.cit.، pp. ١٩٩ - ٢١٣. وابتداءا من منتصف عام ١٩٨٥ بدأت أعمال تنقيب بموقع القصر الأبلق راجع عنها، محمود الحديدي وفهمي عبد العليم: «أعمال ترميم القصر الأبلق بقلعة صلاح الدّين»، مجلة عالم البناء ٢٦ (أبريل ١٩٨٦)، ٤ - ١٦؛ محمود الحديدي: «القصر الأبلق - قصر النّاصر محمد بن قلاوون -