للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقدّمة المحقّق

الحمد للّه حقّ حمده، الذي وفّقني إلى استكمال تحقيق المجلّد الرّابع والأخير من عمل المقريزي الخالد «المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار»، وهو المجلّد الذي طالما انتظره المشتغلون بآثار مصر الإسلاميّة. فيشتمل هذا المجلّد على ذكر المساجد الجامعة والمدارس والمساجد والمارستانات والخوانك والرّبط والزّوايا والقرافة وما بها من جواسق وترب وقباب ومساجد ومصليّات، بالإضافة إلى الفصل الذي خصّصه المقريزي لذكر اليهود وكنائسهم والنّصارى وأديرتهم وكنائسهم المختلفة.

وتخلّل وصف هذه المنشآت الدّينية المختلفة، سواء الإسلامية أو اليهوديّة أو النّصرانيّة، فصول مركّزة، قدّم لنا فيها المقريزي دراسات مهمّة (synthese) حول «أصل المحاريب واختلافها» (فيما يلي ٣٧ - ٥٥)، و «الأذان وتطوّره» (فيما يلي ٨١ - ٩٠)، وعن «مذاهب أهل مصر وفرق الخليقة واختلاف عقائدها، وفرق الإسلام وعقائد المسلمين منذ ابتداء الملّة الإسلامية إلى سيادة المذهب الأشعري» (فيما يلي ٣٦٢ - ٤٥٠)، وعن «تاريخ اليهود واختلاف اعتقاداتهم وفرقهم» (فيما يلي ٩٢٣ - ٩٦٣) وكذلك عن «قبط مصر ودخولهم في دين النّصرانيّة» و «تاريخ الكنيسة وأسماء البطاركة واختلاف فرق النّصارى» (فيما يلي ٩٦٤ - ١٠٨٦). وهي دراسات غنيّة بالمعلومات المهمّة والدّقيقة، استعان المقريزي في كتابتها بالعديد من المصادر الأصليّة، وتستحقّ أن تنشر نشرة مستقلّة، فالكثير من الباحثين لا يتوقّع وجود دراسات بهذه الدّرجة من التّعمّق في هذه الموضوعات في كتاب موضوعه الرّئيس الخطط والمواضع الأثريّة.

وما ورد في هذا المجلّد الرّابع هو تتمّة للجزء الخامس من تقسيم المؤلّف، الذي ذكر فيه «ما أدرك عليه القاهرة وظواهرها من الأحوال» (فيما تقدم ٣: ٣ - ٦٣٦)، رغم أنّه فصل بينهما بالجزء