السّادس الذي خصّصه ل «ذكر قلعة الجبل»(فيما تقدم ٦٣٧: ٣ - ٧٨٨). فالحديث عن المساجد الجامعة والمدارس والخوانك والقرافة ومعابد اليهود وأديرة وكنائس النّصارى، هو - دون جدال - تتمّة لما ذكره عن دور وقصور وحمّامات وأسواق وقياسر ووكالات وسجون وجسور وميادين القاهرة.
وكانت المادّة الغنيّة التي جمعها المقريزي في هذا المجلّد الرّابع، عن جوامع ومدارس وخوانك القاهرة، هي الأساس الذي اعتمدت عليه كلّ الدّراسات التي تناولت آثار القاهرة الإسلامية وعمارتها حتى عصر المقريزي، بدءا من ماكس فان برشم Max van Berchem، وهنري كاسل كاي H.C.Kay، وجاستون فييت G.Wiet، ولويس هوتكور L.Hautecoeur، مرورا بكيبل أرشيبالد كريزويل K.A.C.Creswell، وميشيل ماينكه M.Meinecke، وحتى كارولين وليامز C.Williams، وكريستين كيسلر C.Kessler، ودوريس بهرن أبو سيف D. -B.
Abouseif من المستشرقين والأجانب؛ وبدءا من محمود أحمد، ومحمود عكّوش، وزكي محمد حسن، وحسن عبد الوهّاب، ومحمد رمزي، وحسن قاسم، وكمال الدّين سامح، ومرورا بأحمد فكري، وفريد شافعي، وسعاد ماهر، وصالح لمعي، وحتى آمال العمري، ومحمد مصطفى نجيب من الباحثين المصريين.
ونظرا لأنّ همّ المقريزي الرّئيس كان تحديد موقع المعلم من القاهرة وما كان مكانه من قبل أو ما حلّ محلّه من بعد وتاريخ إنشائه والتّعريف بمن أنشأه (فيما تقدم ١٥: ٤: ١ - ١٩)، ونادرا ما يقدّم لنا أيّة أوصاف معمارية عن تخطيط الجوامع والمدارس والخوانك التي يذكرها، فقد وجدت ضرورة أن أقدّم لهذا المجلّد بدراسة عن تطوّر الطّرز المعمارية المستخدمة في بناء الجوامع والمدارس والخوانك منذ جامع ابن طولون - أقدم جوامع القاهرة التي احتفظت بتخطيطها الأصلي - وحتى مطلع القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي الذي كتب فيه المقريزي كتابه.
ولمعاونة القارئ في التّعرّف على هذه الطّرز ألحقت في النّصّ، مع كلّ أثر أو معلم ذكره المقريزي ووصل إلينا، «مخطّط» هذا الأثر Plan، اعتمادا على المخطّطات التي رفعها في الأساس: إمّا كريزويل Creswell وضمّنها في كتابه The Muslim Architecture of Egypt، وإمّا «لجنة حفظ الآثار العربية» - بواسطة Max Herz Pacha و Achille Patricolo - وضمّنتها في كرّاساتها ومحاضرها Proces-verbaux des sceances du Comite de conservation des