للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مدرسة أبي غالب]

هذه المدرسة خارج باب الخوخة بجوار المسجد القديم الذي هو مسجد المأمون ابن البطائحي (١). بنى هذه المدرسة بجوار داره القاضي تاج الدّين أبو غالب الكلبشاوي القبطي


= ما زال وليّ عهد أبيه، ونصّ الكتابة:
«بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. أمر بإنشاء هذه القبّة الشّريفة مولانا وسيّدنا السّلطان الملك الأشرف العالم العادل المجاهد المرابط المثاغر المؤيّد المظفّر المنصور [صلا] ح الدّنيا والدّين [سقط نحو متر من الكتابة] قاتل الكفرة والمشركين، قاهر الخوارج والمتمرّدين، مبيد الطغاة والمارقين، محيي العدل في العالمين منصف المظلومين من الظّالمين، كنز الفقراء والمساكين كهف الضّعفاء والمنقطعين، ناصر الحقّ بالبراهين، محيي ملّة سيّد المرسلين، حامي حوزة الدّين، أبو الفتح خليل ابن مولانا وسيّدنا السّلطان الأعظم الملك المنصور سلطان العرب والعجم مالك رقاب الأمم سلطان الشّام واليمن ملك البحرين خادم الحرمين الشّريفين صاحب القبلتين، ملك الدّيار المصرية والجهات الحجازية والبلاد الشّاميّة والأعمال الفراتية والدّيار البكرية، أوحد الملوك العصرية بهلوان جهان ق [] سيف الدّنيا والدّين سلطان الإسلام والمسلمين قاتل الكفرة والمشركين، قاهر الخوارج والمتمرّدين قلاوون الصّالحي قسيم أمير المؤمنين، أدام اللّه أيّامه وحرس أنعامه، وذلك في شهور سنة سبع وثمانين وست مائة».
راجع كذلك، ابن الفرات: تاريخ الدول والملوك ١٦٨: ٨؛ ابن دقماق: الانتصار ١٢٤: ٤ - ١٢٥؛ المقريزي: السلوك ٧٦٩: ١؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٥: ٨ هـ ١؛ Creswell، K.A.C.، MAE II، pp. ٢١٤ - ؛ ١٨ سعاد ماهر: مساجد مصر ٨٢: ٣ - ٨٨؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ١٧٧: ٢ - ١٩٠؛ وفيما تقدم ٧٧٣: ٣ هـ ٣.
(١) فيما يلي ٧١٧ (مسجد باب الخوخة)؛ ابن إياس: بدائع الزهور ١٦٣: ٢/ ١ (وفيه أنّها تجاه باب الخوخة)؛ السخاوي: التبر المسبوك: ٣١٥ (نشرة دار الكتب المصرية) (وفيه أنّها بباب الخوخة بالقرب من قنطرة الموسكي ومجاورة للمدرسة الزّينية). أقول: إنّ المدرسة الزّينيّة - المعروفة بجامع القاضي يحيى زين الدّين والقائمة إلى الآن في وسط شارع بور سعيد عند تقاطعه مع شارع الأزهر (مسجلّة بالآثار برقم ١٨٢) - حلّت في سنة ٨٤٨ هـ/ ١٤٤٤ م محلّ مسجد باب الخوخة الذي كان يعرف كذلك بمسجد المأمون البطائحي. وقد توصّل محمد بك رمزي إلى أنّ مدرسة أبي غالب هي التي حلّ محلّها الجامع الذي كان يعرف بجامع الحفني بشارع جامع البنات. وهذا الجامع جدّده الأمير عبد الرّحمن كتخدا في سنة ١١٧٢ هـ/ ١٧٥٨ م، وعرف ب «جامع الحفني» أو الحفناوي نسبة إلى الشيخ محمد بن سالم الحفناوي الشّافعي الخلوتي، لأنّ داره كانت تجاور هذا الجامع. وكان هذا الجامع من الجوامع المعلّقة يرتفع عن سطح الأرض بعدّة درجات، وجدّده ديوان عموم الأوقاف في سنة ١٢٩٠ هـ/ ١٨٧٣ م. (علي مبارك: الخطط التوفيقية ٢٠٩: ٤ (٩٩)؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٤١: ١١ - ١٤٢ هـ ٣).
ومع توسيع شارع الخليج المصري (شارع بور سعيد الآن) في منتصف القرن العشرين أزيل صفّ المباني الذي كان يطلّ على الخليج، وأزيل معه جامع الحفني (مدرسة أبي غالب) وكان مسجلا بالآثار برقم ٤٥١، ولم يتبق من المباني التي كانت في هذا الصّفّ سوى: جامع يوسف الحين في ميدان باب الخلق، وجامع القاضي يحيى زين الدّين عند تقاطع شارع الأزهر مع شارع بورسعيد.