كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار - ت أيمن فؤاد سيد

درب ابن طلائع - ألدمر أمير جاندار سيف الدين - ج: 3 - ص: 113

الدّين جاولي الأسدي مملوك أسد الدّين شيركوه بن شاذي - ثم عرف بدرب العماد سنينات، ثم عرف بدرب ألدمر، وبه يعرف إلى الآن (١).

ألدمر أمير جاندار سيف الدّين (٢) -

أحد أمراء الملك النّاصر محمد بن قلاوون، خرج إلى الحجّ في سنة ثلاثين وسبع مائة. وكان أمير حاج الرّكب العراقي تلك السنة يقال له محمد الحويج من أهل توريز، بعثه أبو سعيد ملك العراق إلى مصر، وخفّ على قلب الملك النّاصر، ثم بلغه عنه ما يكرهه فأخرجه من مصر.

ولمّا بلغه أنّه خرج (a) في هذه السّنة أمير الرّكب العراقي، كتب إلى الشّريف عطيفة أمير مكّة (٣) أن يعمل الحيلة في قتله بكلّ ما يمكن، فأطلع على ذلك ابنه مباركا وخواصّ قوّاده، فاستعدّوا لذلك. فلمّا وقف النّاس بعرفة، وعادوا يوم النّحر إلى مكّة، قصد العبيد إثارة فتنة، وشرعوا في النّهب لينالوا غرضهم من قتل أمير الرّكب العراقي، فوقع الصّارخ - وليس عند المصريين خبر ممّا كتب به (b) السّلطان - فنهض أمير الرّكب الأمير سيف الدّين خاصّ ترك، والأمير أحمد قريب السّلطان، والأمير ألدمر أمير جاندار في مماليكهم.

وأخذ ألدمر يسبّ الشّريف رميثة (٤)، وأمسك بعض قوّاده وأحرق (c) به. فقام إليه الشّريف

---

(a) بولاق: أن حويج.
(b) بولاق: كتبه.
(c) بولاق: وأحدق.
(١) المقريزي: مسودة الخطط ٢ ظ - ٣ و.
(٢) الأمير سيف الدّين ألدمر بن عبد اللّه النّاصري الجاندار (وفي بعض المصادر الخازندار)، المتوفى سنة ٧٣٠ هـ/ ١٣٣٠ م، أحد أمراء الألوف بالدّيار المصرية. (الصفدي: أعيان العصر ٥٩٣: ١ - ٥٩٤ (وفيه ألدمر بالهمزة واللام الساكنة والدال المهملة المفتوحة والميم المكسورة وبعدها راء، وهو ضبط شاذ خاصّة وأنّ أبا المحاسن ذكر اسمه أيدمر بدلا من ألدمر)؛ الفاسي: العقد الثمين ٣٢٧: ٣ - ٣٢٩؛ المقريزي: المقفى الكبير ٢٨٠: ٢ - ٢٨٢، السلوك ٣٢٣: ٢ - ٣٢٦؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٤٣٤: ١ - ٤٣٥؛ أبو المحاسن: المنهل الصافي ١٨٤: ٣ - ١٨٦، النجوم الزاهرة ١٨٢: ٩؛ ابن فهد: إتحاف الورى ١٨٩: ٣ - ١٩٢؛ الجزيري: درر الفوائد المنظمة ٦٣١: ١ - ٦٣٤ (وهو ينقل عن الخطط).
(٣) الشريف سيف الدّين عطيفة بن أبي نميّ بن أبي سعد حسن بن عليّ بن قتادة الحسني المكي، أمير مكة ولي إمرتها نحو خمس عشرة سنة مستقلاّ في بعضها وشريكا لأخيه رميتة في بعضها. (الفاسي: العقد الثمين ٩٥: ٦ - ١٠٥؛ ابن فهد: غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام ١١٣: ٢ - ١٢٩).
(٤) الشّريف رميتة بن نمي محمد بن أبي سعد حسن بن عليّ بن قتادة بن إدريس بن مطاعن الحسني، ولي إمرة مكة ثلاثين سنة أو أزيد مستقلاّ بذلك أربع عشرة سنة ونصفا، وشريكا لأخيه حميضة في مرتين مجموعهما نحو عشر سنين وشريكا لأخيه عطيفة خمس سنين. (الفاسي: العقد -