وأصله - كما عرّفتك - دير القصير الذي هو ضد الطويل، وسمّي أيضا دير هرقل، ودير البغل، وقد تقدّم ذكره (١). وكان من أعظم ديارات النصارى، وليس به الآن سوى واحد يحرسه، وهو بيد الملكيّة.
[دير الطور]
قال ابن سيده: الطور الجبل، وقد غلب على طور سيناء - جبل بالشّام - وهو بالسّريانيّة طورى، والنسب إليه طوريّ وطوراني (a) (٢).
وقال ياقوت: طور سبعة مواضع. الأوّل: طور زيتا، بلفظ الزّيت من الأدهان مقصور، علم لجبل بقرب رأس عين. الثّاني: طور زيتا (b) أيضا، جبل بالبيت المقدّس، وهو شرقي سلوان (c).
الثّالث: الطور علم لجبل بعينه مطلّ على مدينة طبريّة بالأردن. الرّابع: الطور علم لجبل كورة تشتمل على عدّة قرى بأرض مصر، من الجهة القبلية بين مصر وجبل فاران. الخامس: طور سيناء. اختلفوا فيه: فقيل هو جبل بقرب أيلة، وقيل جبل بالشّام، وقيل سيناء حجازته (d)، وقيل شجر فيه (e). السّادس: طور عبدين -/ بفتح العين وسكون الباء الموحدة وكسر الدال المهملة وياء آخر الحروف ونون -: اسم لبلدة من نواحي نصيبين، في بطن الجبل المشرف عليها المتّصل بجبل جودي. السّابع: طور هارون أخي موسى ﵉(٣).
(a) بولاق: طواري. (b) بولاق: زيت. (c) بولاق: ساوان. (d) بولاق: حجازية. (e) بولاق: سحريته. (١) فيما تقدم، وراجع كذلك Fayek Ishak، CE art.Dayr Yuhannes al-Qasir III، pp. ٨٨٣ - ٨٤. (٢) ابن سيدة: المحكم والمحيط الأعظم ١٩٠: ٩؛ وعند ياقوت: المشترك وضعا ٢٩٧: «الطور في اللغة العبرانية اسم لكلّ جبل، ثم صار علما لجبال بعينها»، وعند البكري: «كلّ جبل طور، وأيضا: الطور كلّ جبل أجرد لا ينبت شجرا». (الحميري: الروض المعطار ٣٩٧). وانظر كذلك، الذي عرض فيه لوصف جديد مبكّر لجبل الطور ورد في كتاب «دلائل القبلة» لابن القاصّ، المتوفى سنة ٣٣٦ هـ/ ٩٤٧ م، ويتّفق في قسم كبير منه مع وصف أبي عبيد البكري في كتاب «المسالك والممالك». وقدّم لي الصّديق العزيز Jean-Michel Mouton الأستاذ في جامعة ليون Lyon II في فرنسا والمتخصّص في دراسة تاريخ سيناء صورة من هذا المقال. وورد كذلك لفظ «الطور» في القرآن الكريم في عشرة مواضع، قرن في موضعين منها مع سيناء وسينين. (٣) ياقوت: المشترك وضعا والمفترق صقعا ٢٩٧.