للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مائة، وذلك أنّه كانت أرض الطّبّالة بيده. فلمّا شرع السّلطان الملك النّاصر محمد بن قلاوون في حفر الخليج النّاصريّ التمس بكتمر من المهندسين، إذا وصلوا بالحفر إلى حيث الجرف، أن يمرّوا به على بركة الطّوّابين التي تعرف اليوم ببركة الرّطلي، وينتهوا من هناك إلى الخليج الكبير، ففعلوا ذلك. وكان قصدهم أوّلا أنّه إذا انتهى الحفر إلى الجرف مرّوا فيه إلى الخليج الكبير من طرف البعل.

فلمّا تهيّأ لبكتمر ذلك، عمّرت له أراضي الطّبّالة، كما يأتي ذكرها إن شاء اللّه عند ذكر البرك (١)، فعمرت هذه القنطرة في سنة خمس وعشرين وستّ مائة، وأسند إليها جسرا جعله حاجزا بين بركة الحاجب المعروفة ببركة الرّطلي وبين الخليج النّاصريّ، وسيرد ذكره إن شاء اللّه عند ذكر الجسور (٢).

ولمّا عمرت هذه القنطرة اتّصلت العمائر فيما بينها وبين كوم الرّيش، وعمّر قبالتها ربع عرف بربع الزّيتي (٣). وكان على ظهر القنطرة صفّان من حوانيت، وعليها سقيفة تقي حرّ الشّمس وغيره. فلمّا غرق كوم الرّيش في سنة (a) وستين وسبع مائة، صار هذا الكوم الذي خارج القنطرة. ومن تحت هذه القنطرة يصبّ الخليج النّاصريّ في الخليج الكبير، ويمرّ إلى حيث القنطرة الجديدة وقناطر الإوزّ وغيرها كما تقدّم ذكره.

قنطرة الدّكّة

هذه القنطرة كانت تعرف بقنطرة الدّكّة، ثم عرفت بقنطرة التّركماني؛ من أجل أنّ الأمير بدر الدّين (b) التّركماني عمّرها. وهذه القنطرة كانت على خليج الذّكر، وقد انطمّ ما تحتها، وصارت معقودة على التّراب لتلاف خليج الذّكر (٤).


(a) بياض في الأصول، وفي بولاق: بضع.
(b) بياض في الأصول. البكرية الموجود بجوارها. ومكانها الآن بشارع البكرية على بعد نحو ثلاثين مترا من نقطة تقابله بشارع الظاهر حيث كان الخليج النّاصري يمرّ بهذه الجهة. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٨٢ - ١٨٣ هـ ٥ ثالثا).
(١) فيما يلي ٥٤٠.
(٢) فيما يلي ٥٥٢.
(٣) فيما تقدم ٢٥٦.
(٤) قنطرة الدّكة. أعاد الأمير أزبك من ططخ تعمير -