وكان يعمل جفان القطائف المحشوّة باللوز والسّكّر والكافور والمسك، وفيها ما فيه بدل اللوز الفستق، ويستدعي من لا يقدر على ذلك من أهل الجبل والقرافة وذوي البيوت المنقطعين، ويأمر/ إذا حضروا بسكب الحلو والسّيرج عليه بالجرار، ويأمرهم بالأكل منه والحمل معهم وكان أحبّهم إليه من يأكل طعامه، ويستدعي برّه وإنعامه، ﵀.
[مسجد الأنطاكي]
هذا المسجد كان أيضا بالرّصد.
وما برحت هذه المساجد الثّلاثة بالرّصد يسكنها الناس إلى ما بعد سنة ثمانين وسبع مائة. ثم خربت، وصار الرّصد من الأماكن المخوفة بعد ما أدركته متنزّها للعامّة.
[مسجد النارنج]
هذا المسجد عامر إلى يومنا هذا، فيما بين الرّصد والقرافة الكبرى، بجانب سقاية ابن طولون - المعروفة بعفصة الكبرى - غربيها إلى البحري قليلا، وهو المطلّ على بركة الحبش شرقي الكنعي (a) وقبلي القرافة. بنته الجهة الآمرية، المعروفة بجهة الدّار الجديدة، في سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة، أخرجت له اثني عشر ألف دينار على يد الأستاذين: افتخار الدّولة يمن، ومعزّ الدّولة الطويل، المعروف بالوحش.
وتولّى العمارة والإنفاق عليه الشّريف أبو طالب موسى بن عبد اللّه بن هاشم بن مشرف ابن جعفر بن المسلم بن عبيد اللّه بن جعفر بن محمد بن إبراهيم بن محمد اليماني بن عبيد اللّه ابن موسى الكاظم، الحسيني الموسوي، المعروف بابن أخيّ الطيّب بن أبي طالب الورّاق. وسمّي «مسجد النارنج» لأنّ نارنجه لا ينقطع أبدا.