وكانت الطّبلخاناه ساحة بغير سقف (١)، فلمّا ولي الأمير سودون طاز أمير آخور، وسكن الإسطبل السّلطاني، عمّر هذه الطّباق فوق الطّباق. وكان الغرض في (a) عمارتها صحيحا، فإنّ المدرسة الأشرفيّة كانت حينئذ قائمة تجاه الطّبلخاناة. ولمّا كان زمان الفتن بين أمراء الدّولة، تحصّن فوقها طائفة ليرموا على الإسطبل والقلعة، فأراد ببناء هذه الطّباق فوق الطّباق أن يجعل بها رماة حتى لا يقدر أحد يقيم فوق المدرسة الأشرفيّة. وقد بطل ذلك، فإنّ الملك النّاصر فرج بن برقوق هدم المدرسة الأشرفيّة، كما ذكر في هذا الكتاب عند ذكر المدارس (b) (٢).
الطّباق بساحة الإيوان
عمّرها الملك النّاصر محمد بن قلاوون، وأسكنها المماليك السّلطانية، وعمّر حارة تختصّ بهم (٣).
(a) بولاق: من. (b) في هامش آياصوفيا: بياض خمسة أسطر. (١) الطّبلخاناه ج. طبلخانات. لفظ مركّب من كلمة «طبل» العربية وكلمة «خاناه» الفارسية، ويعني «بيت الطّبل» أو الفرقة الموسيقية السّلطانية. (المقريزي: السلوك ٤٦: ١ هـ ٢، ٥٢١: ٢ هـ ٢؛ Farmer، H.G.، El ٢ art. Tablkhanah X، pp. ٣٦ - ٣٧؛ كانت تتكوّن من عدّة طبول تصحبها أبواق وزمارات وكوسات تختلف أصواتها على إيقاع مخصوص، تدقّ في كلّ ليلة بالقلعة بعد صلاة المغرب، وتكون صحبة الطّلب في الأسفار والحروب. (القلقشندي: صبح الأعشى ١٣٤: ٢، ٨: ٤ - ٩، ١٣؛ وفيما تقدم ٢٠٤: ٢ (الخليلية التي كانت تدق خارج باب المدرّج قبل المغرب)). ويدلّ على موقع الطّبلخاناه الأرض التي تشغلها الآن دار المحفوظات (الدّفترخانه سابقا)، بحيث تكون أقرب إلى باب العزب منها إلى باب المدرّج Casanova، P.،) op.cit.، pp. ٦٥١ - ٥٢ (الترجمة العربية ١٤٠ - ١٤١)). بينما يرى محمد رمزي أنّ مكان الطّبلخاناه هو القاعات الواقعة على يسار الداخل من باب العزب والتي كانت تستخدم كمخازن لمهمّات الجيش المصري. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٤٠: ١٠ - ٤١ هـ ٥). وتحديد كازانوفا أقرب إلى الصّواب وهو ما توصّل إليه كذلك ناصر رباط (Rabbat، N.، op.cit.، p. ١١٠). (٢) لم يرد في المبيضة حديث عن المدرسة الأشرفية شعبان، وإنّما ورد ذكرها في مسودة الخطط، انظر فيما يلي المجلد الرابع. (٣) طبقة ج. طباق. كانت قاعات متجاورة ولم تكن أدوارا بعضها فوق بعض. وتبعا لما ذكره ابن شدّاد فإنّ الطّباق ترجع إلى عهد السّلطان الظّاهر بيبرس، حيث أنشأ إلى جانب برج الزّاوية المجاور لباب السّرّ طباقا للمماليك مطلّة على باب الدّركاه الكبيرة … وأنشأ داخل باب القرافة دارا كبيرة تشتمل على عدّة قاعات صغار لسكنى المماليك (تاريخ الملك الظاهر ٣٤١). وذكر ابن شاهين الظّاهري أنّ «طباق -