قضى الصّلاة عاد إلى القاهرة من طريقه بعينها، شاقّا بالزّينة إلى أن يصل إلى القصر، ويعطي أرباب المساجد التي يمرّ عليها كلّ واحد دينارا (١).
وقال ابن المأمون: ووصل من الطّراز الكسوة المختصّة بغزّة شهر رمضان وجمعتيه: برسم الخليفة للغرّة بدلة كبيرة موكبية مكمّلة مذهّبة، وبرسم الجامع الأزهر للجمعة الأولى من الشهر بدلة موكبية حريري مكمّلة منديلها وطيلسانها بياض، وبرسم الجامع الأنور للجمعة الثّانية بدلة منديلها وطيلسانها شعري، وما هو برسم أخي الخليفة للغرّة خاصّة بدلة مذهّبة، وبرسم أربع جهات للخليفة أربع حلل مذهّبات، وبرسم الوزير للغرّة خلعة مذهّبة مكمّلة موكبية، وبرسم الجمعتين بدلتان حريريتان. ولم يكن لغير الخليفة وأخيه و (a) الوزير في ذلك شيء فنذكره (٢).
[جامع راشدة]
هذا الجامع عرف ب «جامع راشدة» لأنّه في خطّة راشدة. قال القضاعي: خطّة راشدة بن أدّ ابن جذيلة من لخم، هي متاخمة للخطّة التي قبلها إلى الدّير المعروف كان بأبي تلموس (b) ثم هدم، وهو الجامع الكبير الذي براشدة. وقد دثرت هذه الخطّة، ومنها المقبرة المعروفة بمقبرة راشدة، والجنان (c)) المعروف كان (c) بكهمس بن معمر (d)، ثم عرف بالماذرائي (e)، وهو اليوم يعرف بالأمير تميم (٣).
وقال المسبّحيّ في حوادث سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة: وابتدئ بناء جامع راشدة في سابع عشر ربيع الآخر، وكان مكانه كنيسة حولها مقابر لليهود والنّصارى، فبني بالطّوب، ثم هدم وزيد فيه وبني بالحجر، وأقيمت به الجمعة (٤).
(a) الواو ساقطة من بولاق. (b) بولاق: تكموس. (c-c) بولاق: التي كانت تعرف. (d) بولاق: بعر. (e) بولاق: ثم عرفت بالمارداني. (١) ابن الطوير: نزهة المقلتين ١٧٢ - ١٧٦؛ المقريزي: مسودة الخطط ١٢١ و- ١٢٥ ظ. (٢) ابن المأمون: أخبار مصر ٨١ - ٨٢. (٣) حاشية بخطّ المؤلّف: «هذه الجنان تعرف اليوم بالبستان المعشوق بجوار رباط الآثار النّبوي وبركة الحبش». ويدلّ على مكان الجامع الآن مجموعة المساكن القائمة بالجهة الغربية من عزبة إسطبل عنتر، ويعرف عند أهل الجهة بمقام السّتّ راشدة. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٧٧: ٤ هـ ٤). (٤) المسبحي: نصوص ضائعة ١٩؛ ابن دقماق: الانتصار ٧٨: ٤ - ٧٩.