مغار في الجبل لا يعلم من أحدثه (a)، ويقال إنّ قوما من السّودان نقروه فنسب إليهم، وكان صغيرا مظلما، فبناه الأحدب الأندلسي القزّاز، وزاد في سفله مواضع نقرها، وبنى علوه. ويقال إنّه أنفق فيه أكثر من ألف دينار، ووسّع المجاز الذي يسلك منه إليه، وعمل الدّرج النقر التي يصعد عليها إليه، وبدأ بنيانه (b) مستهلّ سنة إحدى وعشرين وأربع مائة، وفرغ منه في شعبان من هذه السنة (١).
(a) بعد ذلك عند الموفق بن عثمان: ولا في أي زمان أحدث. (b) بولاق: في بنيانه. - فتى مولانا وسيدنا الإمام المستنصر باللّه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه وعلى آبائه الأئمّة الطاهرين وأبنائه الأكرمين، وسلّم إلى يوم الدّين، السّيّد الأجلّ أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر الإمام كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين - عضّد اللّه به الدّين، وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين، وأدام قدرته وأعلى كلمته وكيّد عدوّه وحسدته - ابتغاء مرضاة اللّه في المحرّم سنة ثمان وسبعين وأربع مائة». وراجع عن المشهد وتخطيطه والغرض من بنائه، أحمد فكري: مساجد القاهرة ٨٩: ١ - ٩٤؛ سعاد ماهر: مساجد مصر ٢٧٧: ١ - ٢٨٤؛ أحمد فكري: مساجد القاهرة ٨٩: ١ - ٩٤؛ سعاد ماهر: مساجد مصر ٢٧٧: ١ - ٢٨٤؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٤٥٥: ١ - ٤٦٨. (١) الموفق بن عثمان: مرشد الزوار ٢١ - ٢٢، ٣١٩؛ ابن الزيات: الكواكب السيارة ١٤. وكهف السّودان في أصله محجر فرعوني قديم، وهو عبارة عن مغارة عميقة في داخل الجبل فوق منطقة الإباجيّة أسفل مشهد الجيوشي، استغلته في النصف الأول من القرن العشرين طائفة المتصوّفة المعروفة بالبكتاشية، وعرف كذلك بتكية المغاوري لوجود قبر قايغوزيس أبدال المعروف ب عبد اللّه المغاوري بداخله، كما دفن بالقرب منه ابن للسّلطان حسين كامل سلطان مصر بين سنتي (١٩١٤ - ١٩١٧). (انظر كذلك، عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٤٤٩: ١ - ٤٥٤).