أوّل من قام منهم الإمام يحيى «الهادي» بن الحسين الزّاهد بن أبي محمد القاسم الرّسّي ابن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الدّيباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنّى بن الإمام أبي محمد الحسن ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومن شعره:
[الطويل]
بني حسن إنّي نهضت بثأركم … وثأر كتاب اللّه والحقّ والسّنن
وصيّرت نفسي للحوادث عرضة … وغبت عن الإخوان والأهل والوطن
وقام بعده ولده «المرتضى» ثم اضطرب أمره وقاتل النّاس فقال:
[الرمل]
كدر الورد علينا بالصّدر … فعل من بدّل حقّا وكفر
أيّها الأمّة عودي للهدى … ودعي عنك أحاديث السّمر
عدمتني البيض والسّمر معا … وتبدّلت رقادا بسهر
لأجرّنّ على أعدائنا … نار حرب بضرام وشرر
وكان خطيبا شاعرا، ودار ملكه وملك بنيه صنعاء وهم في منعة منيعة والإمام يؤمّ النّاس ويخطب بنفسه ويركب في ثلاثة آلاف فارس، وله عسكر كلّهم رجّالة ولا يخرج أحد من رعيّته عن أمره ولا يشاركه فيما يتميّز به. وهو متشدّد في الدّيانة وإقامة الحقّ.
وجميع أئمّتهم أهل علم يتوارثونه إمام عن إمام، وهم كثيرون والمشهور منهم:«المؤيّد باللّه» و «المنصور باللّه» و «المهدي باللّه» و «المطهّر» يحيى بن حمزة، وكان على عهد المؤيّد داود بن يوسف بن عمر بن رسول.
وكان ابتداء دولتهم في أيّام المستضيء من بني العبّاس ولهم دعوة بكيلان يجبون لهم بها الزّكوات وشيعتهم كثيرة، والأئمّة لا تحتجب ولا تفخّم أمرها بل يكون كواحد من رعيّته في عامّة أحواله، ويعود المرضى ويصلّي على الجنائز ويشيّعها حتى تدفن، ورعيّته تستشفى بدعائه وبمرور يده على مرضاهم ويستسقون به إذا أجدبوا.