للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغالب جبال اليمن في مملكته، كما أنّ السّواحل اليمنية بيد بني رسول، وتتّصل بلاد الإمام ببلاد السّراة إلى الطّائف إلى مكّة، وهي جبال شامخة ذات عيون على قرى متّصلة بها فواكه كثيرة ومزارع متعدّدة ومواشي لا تحصى كثرة. وببلاد الإمام عدّة حصون منيعة وبلاد محصّنة وقبائل عرب وحلفاء وأكراد، ولأمراء مكّة وينبع طاعة له.

ويرى وترى شيعته أنّه مفترض الطّاعة لا تنعقد الجمعة والجماعة إلاّ به وبأمره، وأنّ من لم يطعه من أهل الأرض كلّهم فإنّه يموت عاصيا.

وزيّه زيّ العرب في لباسهم [والعمامة] والحنك. ويقول في أذانه «حيّ على خير العمل»، ولا يتعرّض هو ولا أحد من شيعته لسبّ أحد من السّلف. وهم أهل نجدة وبأس وشجاعة ورأي، إلاّ أنّ عددهم قليل ولا مال لهم.

ومكاتبته على طريق السّلّف: «من فلان أمير المؤمنين وإمام الوقت لفلان، أمّا بعد، فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، وأعلمك بكذا»؛ وكذلك يكتب إليهم الكتب ويبدأ فيها باسم الإمام، ويوصي في كتبه بتقوى اللّه ويذكر فيها آيات من القرآن (١).


(١) مصدر هذه المعلومات عن «الإمام الزّيدي القائم في صنعاء» هو ما ذكره ابن فضل اللّه العمري في الفصل الثّاني من الباب السّابع من ذكر الممالك عن الأشراف باليمن، وقد نشرت هذا الفصل بعنوان: مسالك الأبصار في ممالك الأمصار (ممالك مصر والشّام والحجاز واليمن)، القاهرة - المعهد العلمي الفرنسي للآثار ١٩٨٥، ١٦٣ - ١٧٠. وذكر المقريزي كذلك خبر أئمّة الزّيديّة في اليمن مع تفصيلات إضافية في ترجمة الإمام النّاصر لدين اللّه صلاح الدّين أبي عبد اللّه محمد بن الإمام المهدي علي في كتاب درر العقود الفريدة ٣٩٦: ٣ - ٤١٢، استعان فيها بما أورده هنا نقلا عن ابن فضل اللّه العمري، والذي جاء بآخر الترجمة ٤١١ - ٤١٢. وانظر كذلك Van Arendonk، C.، Les debuts de l'Lmamat Zaidite au Yemen، Traduction francaise par Jacques Ryckmans، Leiden ١٩٦٠؛ محمد عبد اللّه ماضي: «دولة اليمن الزيدية. نشأتها - تطورها - علاقاتها»، المجلة التاريخية المصرية ٣ (١٩٥٠)، ١٥ - ٣٥؛ أيمن فؤاد سيد: مصادر تاريخ اليمن في العصر الإسلامي، ٣٦٥ - ٣٦٧، ٤٨٦، وتاريخ المذاهب الدينية في بلاد اليمن حتى نهاية القرن السادس الهجري، القاهرة ١٩٨٦، ١٨٥ - ٢١٩.